عندما تدعي الدلافين علما في السياسة

ربما لا يجد البعض من زعمائنا حتى ولو كانوا من ورق, حرجا في الدخول إلى معمعة الانتخابات, فلا إشكال لديهم, فهم لا يحاسبون على وعد خالفوه ولا على برنامج لم ينفذوه, كل ما عليهم اختيار الشعار, وطبع الاوراق وحمل زمامير الحملات وتوزيع التزكيات يمنة ويسرة خاصة ما تعلق بأحزابنا الصغيرة التي لا حول لها ولا قوة. فهي صغيرة بمردوديتها وبعدم تأثيرها بل لا تشكل أدنى معادلة في المشهد السياسي الوطني عموما.

دلفين من بينها, جميل المنظر كما ينعت نفسه, دخل في سباق مع الزمن من أجل استقطاب قاضي من قضاة الرأي الذين أوقفوا وحوصروا فقط لكونهم اختاروا تنزيل متضمنات الدستور الجديد إلى أرض الواقع فيما تعلق بحرية التعبير والإنفتاح على المجتمع المدني, وهو ما لم يرق البعض الذين بادروا إلى إقامة الدنيا وعدم إقعادها واتخاذ إجراءات ظالمة في حقهم طالت عزلهم من مهامهم القضائية مع تعليق التنفيذ إلى حدود الساعة.

من بين هؤلاء القاضي العادل الفاتح لمسار الإنفتاح هو ما وقع عليه اختيار الدلفين, هذا الدلفين الذي يحكى عنه أنه اشترى الحزب بما فيه وما عليه في مشهد لجمع عام لحزبه لم يسبق له مثيل. اثر على نفسه استقطاب هذا القاضي بسبل تكشف عن المسببات التي تركت حزبه صغيرا, مرة يرسل الرقاصين, مرة يستدعيه لمأذبة اللئام في أفخم الفنادق, وحجته في ذلك ووازعه القربى المهنية, ولعله لا يتذكر قول الشاعر” وظلم ذوي القربى …” هكذا سلوك غير محبوك أثار حفيظة القاضي واستياءه وامتعاضه, لكنه لم يبالي, سائرا على مسار عشق الحرية, حرية الرأي, حرية التعبير, حرية الإنفتاح وهو القاضي العالم بأبعاد ذلك كما رسم معالمها دستور 2011, أما صديقنا الدلفين فهو يعتقد بعلمه الخاص في السياسة ولا يعلم ان من السياسة ما….