بقلم /ذ.الرحالي عبد الغفور
تأسست مدينة فاس في القرن الثاني الهجري، عام 172 هـ الموافق 789 م، على يد إدريس بن عبد الله، مؤسس دولة الأدارسة. وصل إلى المغرب في ذلك العام وأمر ببناء المدينة. تحتفل المدينة بذكرى تأسيسها في 4 يناير من كل عام، هذا الحدث الدي لم تعد المدينة تحتفل به مند زمن بعيد .
تشتهر مدينة فاس بتاريخها العريق والحافل بالأحداث التاريخية المهمة. تم استيلاء الترك على المدينة في القرن السادس عشر، وفي القرن التاسع عشر تعرضت للغزو الفرنسي واستعمارها. كما شهدت المدينة ثورات شعبية ضد الحكومات المغربية في القرون التاسع عشر والعشرين. من أبرز المعالم التاريخية في المدينة هو جامع القرويين، يضمّ مئذنةً تصل ارتفاعها إلى 21 مترًا، ويُعدّ أحد أكبر المساجد في إفريقيا. بُنِيَ الجامع عام 245 هـ/859 م، وتطوّعت فاطمة الفهرية الملقبة بـ”أم البنين” ببناء الجامع وتبرّعت بكل ما تملك في سبيل ذلك. يقع الجامع وسط المدينة القديمة لفاس، وهو أحد أهم المزارات السياحية في المدينة.
تعتبر مدينة فاس والجهة التي تقع فيها من المناطق الحرفية التي تشتهر بإنتاج وتسويق منتجات يدوية مثل السيراميك والزخرفة والملابس التقليدية . كما أن القيم الاجتماعية والثقافية المحلية تعد أحد أسباب بقاء وحيوية الأنشطة الحرفية التقليدية في المدينة، لكنها تبقى خارج نطاق التنمية الاجتماعية خصوصا بعد ملاحظة غياب اوراش للحفاظ على المهن التقليدية من الاندثار و ايضا تطويرها مع الحفاظ على هويتها الثقافية و الانسانية .
نقاشات واسعة حول موضوع الاستثمار في علاقته بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في المدينة، يؤكد على ان الوضع الاقتصادي و الاجتماعي متدهور في منحى تناقصي ، يندر بالسكته القلبية للمدينة ، ان خفنا ان نقول ان المدينة تعيش حالة الموت السريري في مستويات عديدة.
مدينة بحجمها التاريخي و النضالي في تاريخ المملكة المغربية، تحتاج الكثير من العناية الاقتصادية و الاجتماعية ، بحكم انها بوابة المغرب نحو ماضيه المجيد ، و احد شواهد الأمة المغربية في تجدرها التاريخي و الصوفي و الديني و الهوياتي في تاريخ الإنسانية ، حيث تعتبرها اليونسكوا ثراث عالميا بامتياز .
يتبع …..