قطر جوهرة الكلم و الوتر

حين تتزحزح آليات غرب لتفسد فرحة أو تقول كلاما عن تاريخ مزور فأعلم أن المقصود هدم  و تعتيم  و غياب حقيقة  و تأليف مزور لخبر.  العالم ينظر إلى قطر التي تنظم أكبر عرس كروي بكثير من الفن  و العبر  و خلق التآلف بين شعوب بني البشر.  وضع لاعبو ألمانيا أيديهم على افواههم بأمر من لوبيات الخداع  وتأليب صناع الخبر  فخرجت من كأس العالم مكسورة الجناح معدومة النظر. ماذا يريدون من قطر  و دوحتها إن كانوا على علم بالرياضة  و الإتقان  و الوفاء بعهد عميق الأثر.

شعوب الأرض تهفو لمتابعة أغلى و أقرب اللغات إلى قلب البشر.  كرة مستديرة تمحو الحدود  و تصنع الفرحة  و تغري كل محب للسفر. قرأت الكثير من مقالات غربية المصدر  و ما يسكنها من غل  و حقد لأناس لا تحركهم قيم الجمال  و لا نفحة جمال  و سمر. غريب أمر خطاب عن البيئة عن ملاعب كرة  لا عن حروب لا تبقي و لا تذر.  غريب أمر اوراش خلقت ملايين ساعات عمل  فتولاها غرب يريد الملايير بالدولار  و إلا غدر.  تحركوا ضد قطر  و طلبوا منها أن تفتح كل الأبواب للعهر  و التسيب  و المخدرات  لكي يكون كأس العالم عنوان الدعارة ليغذي عناوين الخبر.

حقد  و حسد  و كثير من الضغينة في وجه النجاح.  و للعلم فالحاقدون ليسوا أفرادا من الاناس العاديين.  انهم لوبيات  مقاولات لم تنل الكثير من الصفقات . و وصلت بهم الضغينة إلى حد ” قتل ” 6500 عامل في اوراش البناء.  و فضحتهم منظمة العمل العالمية  و بينت أن الأرقام جد مغلوطة.  قطر غيرت الكثير من القوانين  و فرضت على المقاولين شروطا لتغيير علاقات العمال بأرباب العمل  و هذا شيء يحسب لها. و من منا لا يعرف أن تراجع حقوق العمال في أوروبا  و أمريكا يسير بالسرعة القصوى.  فحتى التغطية الإجتماعية التي حاول الرئيس أوباما وضعها تم التراجع عنها لكي لا يستفيد ملايين المواطنين الأمريكيتين من خدمات صحية  و لكي تحصد الهشاشة مئات الآلاف من الأرواح.

قطر أعطت الدرس للوبيات الغطرسة الإستعمارية  و لقنتهم درسا في الإحترام.  أراد أنصار تيارات المثلية الجنسية الدخول إلى مجال كرة القدم كما أرادت شركات الكحوليات الاشهار  لمنتوجاتها كما فعلت في دول أخرى.  و لكن قطر احترمت الجميع  و بينت أن  الإحترام قيمة إنسانية لا معنى لها إذا كانت ترسي سلطة الاقلية على الأغلبية و تفرضها بقوة غير ذات شرعية.

تفننت قطر، الجوهرة العالمية، في صناعة حب حقيقي بين شعوب يؤلف بينها شغف بكرة القدم. في سنة  1981 شاركت في معسكر شبابي بقطر و كانت في بداية مسار لبناء  غد ملؤه طموح و إرادة  و قرار.  زرت الدوحة مرات بعد  أول زيارة و في كل مرة كنت انبهر لسرعة الإنجازات  و التغيير المستمر في بنيات أساسية  و تعليمية  و صحية  و رياضية. أصدقائي القطريين كانوا قبل  22 سنة جد متفائلين  بسياسة تقاسم الثروة عبر بنيات مالية تتيح لهم جميعا تملك ثرواتهم عبر تملك أسهم في شركات الطاقة و الإتصالات .  كنت أظن أن الأمر سيكون محدودا في الزمن  و لكن المواطن القطري احتل موقعا ميزه عالميا على مستوى الولوج إلى العلم  و المعرفة  و الطب  و البحث العلمي  و بنيات تحتية كبيرة جدا.

لكل هذا لا أستغرب أن دولة قطر ستمضي بعيدا في إستعمال الذكاء في كل المجالات. الأكيد أن المواطن المغربي لن ينسى أن ملحمة وطنية نسجت في قطر مع فريق وطني لقي كل الترحيب  و النصر  و التوفيق من أهل أرض طيبة  و الدعم  و التشجيع من قيادة هذا البلد الأمين.  قبل أكثر من 40 سنة كنت اردد مع بعض الإخوة في قطر أنشودة تقول ” إلى الشرق هيا يا إخوتي…سنا الحب أشرق في الدوحة ” و اليوم تشرق تباشير نصر مغربي عربي افريقي في هذه البلاد التي تشق طريقها نحو التقدم  و العلم بكل عزم  و ثقة  و التي تربطها بالمغرب علاقات  وطيدة  . أكثر  من مليار شخص يتابعون كأس العالم الأجمل في تاريخ المستديرة الساحرة.  أليس كذلك يا ” رأس الأفوكادو  …يا ممثل ركراكة الأحرار يا وليد حرة من حرائر المغرب ذات التضحيات و الوطنيات حتى النخاع