تحتفل جمهورية أذربيجان بتأسيس الدولة الأذربيجانية في 28 ماي من كل سنة والتي تعتبر نموذجا لأول جمهورية برلمانية وقانونية وعلمانية في العالم التركي والإسلامي
وكان فتح علي خان خويسكي الذي ترأس الحكومة المؤقتة للمجلس القومي،حيث قام بتنفيذ أنشطتها في تبليسي لمدة عشرة أيام فقط بسبب احتلال مدينة باكو من قبل القوات المسلحة الداشناكية والروسية ونقل مركزها الى مدينة كنجه. وبعد التخلص من القوات المسلحة الداشناكية والروسية بمساعدة وقيادة الجيش التركي في سبتمبر عام 1918 أعيد نقل مقر الحكومة الوطنية مرة أخرى الى باكو.
ظهور جمهورية أذربيجان الشعبية – وهي أول جمهورية ديمقراطية في الشرق المسلم – على مسرح التاريخ يعود للتطور الاجتماعي والسياسي والثقافي في البلاد،وكذاللصحوة والنهضة الوطنية للشعب،ثم لمستوى الوعي السياسي العام. فقد قام علي مردان بك توبجوباشوف، محمد أمين رسول زاده، فتالي خان خويسكي، حسن بك أغاييف، نسيب بك يوسفبكلي، صمد بك محمانداروف، علي آغا شيخلينسكي وآخرون الذين تناوبوا على رئاسة الجمهورية بتحقيق خدمات كبيرة نوقشت أسماءهموبصماتهم في ذاكرة الشعب الاذربيجاني بمداد من الفخر.
كانت جمهورية أذربيجان الشعبية مثالا للدولة الجديدة والمجتمع الحديث الذي يجمع بين القيم الديمقراطية الأوروبية وخصائص الحضارة الشرقية. والإنجازات التي تحققت خلال عهد الجمهورية الأولى اكتسبت أهمية كبيرة في وضع الأسس للدولةمع تحديد سبل التنمية المستقبلية على الرغم من أن الجمهورية كانت موجودة لمدة 23 شهرا. فتوفير الحقوق والحريات الديمقراطية والاعتراف بالحقوق المتساوية لجميع المواطنين بغض النظر عن الانتماء العرقي أو الديني وإعطاء النساء الحق في المشاركة في الانتخابات قبل العديد من الدول الأوروبية وإعلان اللغة الأذربيجانية لغة رسمية والاهتمام بتطور التعليم والثقافة وتأميم المؤسسات التعليمية وتأسيس جامعة حكوميةوتنظيم الجيش الوطني النظامي وتأسيس المنظمات الأمنية والعديد من الأعمال الأخرى.. توضح جوهر السياسة القويةالتي قامت بها حكومة الجمهورية الشعبية.
واليوم تتسم السياسة الخارجية الأذربيجانية بالنشاط والديناميكية والتوازي مع التطورمتعدد الأوجه للبلادوالسياساتالداخلية المتبعة، حيث أصبح من الصعب القيامبأي مبادرة فيمنطقة جنوب القوقاز دون الأخذ في الاعتبار دور أذربيجان ومكانتها.
وتشكل احتلال أرمينيا ل20 في المائة من أراضي أذربيجان – التي تشمل إقليم قراباغ الجبلي الأذربيجاني والمحافظات السبع المجاورة له- أخطر تهديد لأمن البلد. وأوقع احتلال أرمينيا أكثر من مليون أذربيجاني بين لاجئ ومشرد ونازح قسرا بجانب تعرض الأراضي المحتلة للتطهير العرقي والنهب والسلب والاغتصاب المادي والمعنوي بعد أن دمرت أرمينيا المساجدوالآثار الثقافية والتاريخية الإسلامية.
ومقابل ذلكاتخذت أذربيجان موقفا واضحا لتسوية النزاع، أي يجب حل القضية في إطار وحدة أراضي أذربيجان وحدود بلدنا المتعارف عليها دوليا. ويعتمد هذا الموقف على بنود وقواعد القانون الدولي ومبادئه وميثاق منظمة الأمم المتحدة ووثيقة هلسينكي الختامية والوثائق الدولية العديدة التي تبنت تسوية الصراع بالطرق السلمية.
كما أن القرارات الأربعة (822 و853 و874 و884) الصادرة عن مجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة والقرارات الصادرة عن المجلس الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي مهمة الى جانب كونها أساسا قانونيا للدفاع عن الموقف العادل لأذربيجان على المستوى الدولي. كذلك تدعم القرارات الصادرة عن البرلمان الأوروبي واجتماعات قمة الناتو خلال الأزمنة الأخيرة وحدة أراضي أذربيجان مع الإشارة الى ضرورة وقف الاحتلال الأرميني.
بعد حصول أذربيجان على استقلالها أعطت السياسة الاقتصادية الخارجية أهمية كبيرة للعلاقات مع المؤسسات المالية والاقتصادية الدولية، وفي هذا الاتجاه تم القيام بعدد من الإنجازات خلال الفترة الماضية، إذ إن أذربيجان تعتبر عضوا في منظمات دولية كثيرة، بما في ذلك صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والبنك الأوروبي منذ سنة 1992، وبنك التنمية الآسيوي منذ سنة 1999 وغيرها من المنظمات الدولية.وكان الاتجاه الرئيسي لهذا النشاط هو إنشاء نظام اقتصادي قائم على مختلف أشكال الملكية، والانتقال إلى اقتصاد السوق والاندماج في الاقتصاد الدولي.
وتميز20 سبتمبر 1994 بتوقيع وتنفيذ الاتفاق الذي يعرف حاليا في جميع أنحاء العالم باسم “عقد القرن”، وهو دليل واضح على تنفيذ إستراتيجية النفط الجديدة التي وضعها حيدر علييف، والتي تعتبر جزءا من مفهوم التنمية الاقتصادية في جمهورية أذربيجان المستقلة. وأود أن أستحضر هنا مقولة لحيدر علييف قال فيها : “إن امتلاك أذربيجان لاحتياطيات كبيرة من النفط والغاز يعتبر ضمانة لسعادة شعبنا ويمثل العامل الأهم لتوفير حياة أفضل وتحقيق التنمية الاقتصادية لحاضر ومستقبل أذربيجان”.
ويعتبر الزعيم الوطني العام حيدر علييف بكونه شخصية فريدة في تاريخ أذربيجان الحديث بعد أن أوجد تمثالا مهيبا له في قلوب الشعب الأذربيجاني حيث وضع الأسس الفكرية والسياسية لبناء دولة أذربيجان العصرية بجانب تحقيقه تاريخ الاستقلال الأبدي.
وتحت قيادة حيدر علييف، تم تطوير إستراتيجية النفط التي شكلت المفتاح الأساسي لنجاح اندماج أذربيجان في النظام الاقتصادي العالمي. ووفقا لهذه الإستراتيجية وفي وقت قصير تم ترميم البنية التحتية وإعادة بنائها. ويعتبر خط أنابيب باكو – تبيليسي – جيهان ممر الطاقة الوحيد الذي يربط موارد بحر قزوين أذربيجان بالأسواق العالمية، وعلى وجه الخصوص ساحل البحر المتوسط.
إن ممر الغاز الجنوبي المؤلف من خطوط أنابيب جنوب القوقاز للغاز وأنابيب الغاز العابرة للأناضول وأنابيب الغاز العابرة للبحر الأدرياتيكي توصف بأكبر مجموعة من سلسلة خطوط أنابيب الغاز التي يتم تطويرها عبر العالم حاليا. وسينقل هذا الممر البالغ طوله 3500 كم غاز أذربيجان من حقل “شاه دنيز 2” إلى أوروبا عبورا من أراضي جورجيا وتركيا. ومن المتوقعفي المرحلة الابتدائية نقل 10 مليارات متر مكعب من الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا و6 مليارات متر مكعب إلى تركيا.
وفي هذا الصدد يجب الاشارة الىمضامينالمعدات البحرية التجاري وخط سكة حديد باكو – تبيليسي – قارص الجديد والبنية التحتية للنقل حيث توجد في أذربيجان أكثر من 15 ألف كم من الطرق المعبدة مع تحديث السكك الحديدية. كما يحظى البلد بتوفير البنية التحتية للنقل الجوي حيث يوجد في البلد 6 مطارات دولية. وتملك أذربيجان أكبرأسطول تجاري في بحر الخزر يضم 260 سفينة. وكنتيجة لسياسة التنمية الاقتصادية المتوفرة تم خفض مستوى الفقر والعطالة إلى مستوى 5 في المائة.
ودخلت أذربيجان اليوم عهداً جديداً،حيث قاد الرئيس إلهام علييف دفة التنمية في البلاد نحو مرافيء التقدم والحضارة والازدهار. فعلى صعيد السياسة الخارجية استطاع الرئيس إلهام علييف توطيد العلاقات الثنائية مع دول العالم والمنظمات الدولية المرموقة،وتحت قيادته المدركة، حققتأذربيجان خلال السنوات الماضية تطورا مهما على جميع المستويات.
ومنذ استقلال أذربيجان في 18 أكتوبر عام 1991 والدولة تتبع نهجا سياسيا واقتصاديا ناجحا كان قد وضع بنيانه الزعيم القومي حيدر علييف، ويواصل هذا المسار الاستراتيجي بكل اقتدار فخامة الرئيس إلهام علييف. وبفضل هذا النهج القويم حققت البلاد تقدماً كبيراً في جميع المجالات خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً في مجالات الاقتصاد، وذلك بفضل الإصلاحات الشاملة التي ميزت عهد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، وبفضل تلك الطفرة قفزت البلاد إلى مصاف الدول الاقتصادية العظمي مدفوعة بتنفيذ مشاريع عملاقة في صناعة النفط والنقل في منطقة وسط آسيا.
تعيش جمهورية أذربيجان اليومفترة جديدة من الإصلاحات على نطاق واسع وشامل أعلن عنها الرئيس إلهام علييف بعد فترة وجيزة من انتصاره التالي في 11 أبريل 2018. ويشكل عام 2019 عام الإصلاحات العميقة في جمهورية أذربيجان حيث تغطي الإصلاحات كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقضائية وتتضمن هيكلة الحكومة والموارد البشرية.
وللتوضيح فمنذ عام 2003 عززت أذربيجان استقلاليتها وخطت خطوات كبيرة في تعزيز إمكاناتها الاقتصادية، حيث زاد اقتصاد البلد 3.2 مرة، والاقتصاد غير النفطي 2.8 مرة، والصناعة 2.6 مرة، والزراعة 1.7 مرة، والصادرات غير النفطية 4.1 مرة. وفي عام 2004 بلغ إجمالي احتياطيات العملة الأجنبية لأذربيجان 1.8 مليار دولار، وحاليا تجاوزت 51 مليار دولار. وعلى مدى هذه السنوات تم استثمار أكثر من 270 مليار دولار في الاقتصاد الاذربيجاني، ونصفها تقريبا من الاستثمار الأجنبي. )جدير بالذكر أن مجموع الاستثمارات في أذربيجان خلال تلك الفترة بلغت 93٪ من إجمالي الاستثمارات خلال سنوات الاستقلال(.
ويمكن الإشهاد هنا أنه،وبفضل الإصلاحات المتلاحقة والمتطورة والمتواصلة دوما، لم تتغير العاصمة الاذربيجانية باكو فحسب، بل جميع المحافظات تغيرت بشكل جذري وواضح، حيث تم اعتماد 4 برامج حكومية بخصوص المحافظات ويتم اليوم تنفيذها بنجاح. ونتيجة لذلك بلغ مستوى تأمين الغاز الطبيعي للسكان في أذربيجان بنسبة 96٪ والكهرباء بنسبة 100٪، وفي الوقت نفسه أصبحت أذربيجان دولة مصدرة للكهرباء.
وبالنظر إلى أن مسالة أمن الطاقة عنصر حاسم في استراتيجية الأمن القومي للبلدان الرائدة في العالم، فانه لا ينبغي الاستخفاف برأي عدد الخبراء القائلين بأن “المشهد السياسي للعالم الحديث لن يتم تحديده من خلال العضوية في الكتل العسكرية، بل من خلال تنويع موارد الطاقة”، حيث تغلب السيد إلهام علييف على صعوبات موضوعية وذاتية مختلفة في هذا الصدد. ففي عام 2006 تم تنفيذ برامج ضخمة للنفط والغاز مثل مشروع “باكو – تبليسي – جيهان”، ومشروع “باكو – تبليسي – أرضروم” في عام 2007 لأنابيب النفط والغاز. وبحسب تصريحللسيد الرئيس كان إنشاء خطوط أنابيب النفط، وخاصة خط أنابيب النفط “باكو – تبيليسي – جيهان” حدثا تاريخيا، ليس فقط لأنه تم تصدير نفط بحر قزوين لأول مرة إلى أسواق البحر الأبيض المتوسط، بل لأن خط الأنابيب هذا فتح طريقا وممرا جديدين ومهمين.
نتحدث في المقام الأول عن ممر الغاز الجنوبي، وكخطوة أولى لتأسيسها تم توقيع مذكرة تفاهم حول التعاون الاستراتيجي والطاقي بين المفوضية الأوروبية وأذربيجان في عام 2011، وتم أيضا توقيع اتفاقية تاريخية بين أذربيجان وتركيا بشأن بناء TANAP في العام التالي،وكان الاستثمار أحد الروابط الرئيسية في هذه العملية. في عام 2013 تم حل هذه المشكلة أيضا. تم اتخاذ قرار بالاستثمار في الحقل النفطي Shah Deniz-2 وفي عام 2016 تم اتخاذ خطوة مماثلة فيما يتعلق بمشروع TAP حيث أقيمت مراسم الافتتاح الرسمية لممر الغاز الجنوبي في 29 مايو 2018 ومشروع TANAP في 12 يونيو 2018 وفي 30 نوفمبر 2019 حيث تم افتتاح الجزء الأوروبي منTANAP
إجمالا، تم اتخاذ خطوات حاسمة لتنفيذ ممر الغاز الجنوبي بقيمة 40 مليار دولار، وهو من المشاريع الضخمة في القرن الحادي والعشرين حيث سيربط الغاز من حقل (شاهدنيز باكو) بالموانئ الإيطالية عبر ثلاثة أنابيب غاز بطول 3500 كيلومتر.
وفي حديثه عن أسباب نجاح مشروع ممر الغاز الجنوبي أبرز الرئيس إلهام علييف العوامل التالية: أولا يتضمن هذا المشروع أمن الطاقة وتنويعها والمنافسة الحرة. ثانيا نجحنا في هذا المشروع بإيجاد توازن بين الدول المنتجة والمستهلكة ودول العبور، أي أنه ليس هناك خاسر. ثالثا يجب أن تكون السياسة والطاقة أداتين منفصلتين بحيث لا يجب استخدام الطاقة كأداة سياسية. وأعتقد أن المثال الذي وضعناه في اتفاقية ممر الغاز الجنوبي يوضح أنه يمكن تحقيق النجاح عندما يتم فصل السياسة عن الطاقة.
والملاحظ أنه بفضل سياسة الرئيس إلهام علييف على مدى السنوات الـ 17 الماضية، لم تقم أذربيجان بإعادة تصميم خريطة الطاقة والنقل في العالم فحسب، بل حققت أيضا إنجازات مهمةبكونها أصبحت دولة فعالة في مجال الحوار بين الثقافات،واعتبرت التعددية الثقافية الطريقة المثلى وتقليدا مثاليا تنهجها البلاد.
وبمبادرة من الرئيس إلهام علييف، استضافت عاصمة أذربيجان مهرجانات رياضية كبيرة لثقافتين مختلفتين، حيث استضافت الألعاب الأوروبية الأولى في عام 2015 لأول مرة في تاريخها، واستضافت ألعاب التضامن الإسلامي الرابعة في عام 2017 وبذلك تكون أذربيجان قد قدمت مساهمة كبيرة في السلام والحوار بين الحضارات من خلال الرياضة. وباتباع نفس المنطق أعلن الرئيس إلهام علييف عام 2017 عام التضامن الإسلامي. هذه المبادرات وغيرها من مبادرات السيد إلهام علييف، التي تخدم التضامن الإسلامي، قوبلت بتعاطف وحفاوة كبيرينتركت صدى سياسيا كبيرا في العالم الإسلامي. وفي عام 2019 استضافت أذربيجان القمة الثانية للقادة الدينيين العالميين يمثلون 70 دولة.
كما يجب الإشارة إلى استضافة باكو خلال أكتوبر الماضي اجتماع القمة الثامنة عشر لمنظمة حركة عدم الانحياز. ويكتسي هذا الحدث أهمية كبرى بالنسبة للبلد نظرا لدور المنظمة وإمكاناتها السياسية والاقتصادية وتأثيرها على السياسة العالمية. ويعتبر اجتماع القمة هذا أحد الفعاليات السياسية الدولية الكبرى في تاريخ أذربيجان المستقلة.
ولولا سياسة أرمينيا العدوانية والتطهير العرقي ضد أذربيجان، فإن نطاق نجاحاتنا في السياسة الداخلية والخارجية على مدى السنوات الـ 17 الماضية بقيادة الرئيس إلهام علييف سيكون أكبر وأوسع.فعلى الرغم من أن النزاع لم يتم حله بعد، فقد ضمنت أذربيجان التفوق السياسي والدبلوماسي والعسكري لها في عملية حل النزاع على مدى السنوات الـ 17 الماضية على الرغم من الجهود البئيسة والحقيرة التي تبذلها أرمينيا لعرقلة الحوار.
وتخصص أذربيجان اهتماما كبيرا وجادا في العالم الحديث بمشاركة النساء في المجال الاجتماعي والسياسي وبحماية حقوقهن ورفع نشاطهن الاجتماعي.. وهي اليوم تشارك في إدارة الدولة بمستوى جيد نوعيا وتمارس فعاليات أكثر فعالية في مجالات السياسة والعلم والتعليم والاقتصاد والثقافة وغيرها.. وفي هذا السياق، تعد السيدة الأولى والنائبة الأولى للرئيس الأذربيجاني مهربان علييفا نموذجا لجميع النسوة حيث تساهم بفعاليات متعددة الجوانب في تنمية الدولة المستقلة لقيت تقديرا عاليا من جانب المنظمات الدولية.وكنتيجة للانجازات التي قامتبها من خلال مسيرتها وقيادتها مؤسسة حيدر علييف، وغيرها، فقد منحت منظمة اليونيسكو للسيدة مهربان علييفا لقب سفيرة النوايا الحسنة في العام 2004 تقديرا لجهودها في الحفاظ على تطوير الإرث الأدبي والموسيقي للثقافة الأذربيجانية. أما إيسيسكو فمنحتها في العام 2006 اللقب ذاته تقديرا لجهودها البارزة في نواح وأرجاء مختلفة من العالم الاسلامي.
ولا شك بأن العوامل المنوه بها أعلاه وكذلك الصفات الإنسانية الراقية التي تتحلى بها السيدة مهربان علييفا، بما في ذلك عملها الدوؤب على صعيد النهوض بشعبها ووطنها، قد أكسبها سمعة طيبة في بلدها وبين أبناء شعبها، وكذلك الأمر دوليا، حيث جاء ذلك بفضل إسهاماتها الكبيرة على مختلف الأصعدة وفي مقدمتها المجالات الثقافية والإنسانية العالمية، مما مهد لها الطريق لكي تتولى أرفع المناصب، حيث وقع فخامة إلهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان في 21 فبراير عام 2017 على مرسوم تم بموجبه تعيين السيدة مهربان علييفا نائبا أول لرئيس جمهورية أذربيجان، الأمر الذي لقي ترحيبا واسعا لدى المواطنين الذين ينظرون الى شخصيتها بنظرات مليئة بالحب والإعتزاز والتقدير والتفاؤلوالإطمئنان.
تبقى الاشارة الى أنه في فبراير 2020، جرت الانتخابات البرلمانية المبكرة في أذربيجان في جو ساده الاختيار الحر والنزاهة والشفافية والديمقراطية الحقة.. تنافس خلالها 1314 مرشحا على 125 مقعدا.. وهذا يعني أن كل مقعد في البرلمان تنافس عليها حوالي 10 مرشحين.
ولا يفوتنا هنا التذكير بأن المقابلة التاريخية التي جرت بين المغفور لهما الزعيم القومي للشعب الأذربيجاني حيدر علييف وصاحب الجلالة الملك الحسن الثاني، في إطار القمة الإسلامية السابعة، المنعقدة في الدار البيضاء، في دجنبر 1994، تعتبر فاتحة عهد جديد في العلاقات الأذربيجانية المغربية. وفي تلك المقابلة جرى تبادل الآراء حول سبل تطوير العلاقات الثنائية وآفاق التعاون بين البلدين الشقيقين، حيث أثمرت هذه المقابلة التاريخية علاقات صداقة متميزة بين أذربيجان والمغرب والتي يواصلها اليوم بخطى حثيثة قائدا الدولتين فخامة الرئيس إلهام علييف وصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
ويجدر التذكيرأيضا أنه، ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية أذربيجان والمملكة المغربية، مكنت هذه العلاقات من تعزيز وتعميق علاقات الصداقة والتعاون المثمر بين البلدين، خصوصا بعدما توصل البلدان خلال السنوات الأخيرة إلى تحقيق منجزات كبيرة في مجال تقوية العلاقات الثنائية. ويندرج التعاون المتواصل بين البلدين الصديقين والشقيقين ضمن انخراط حكومتي البلدين في إعطاء هذه العلاقة الثنائية المغربية والأذربيجانية أبعاد التجسيد الميداني العائد على شعبي البلدين بمزيد من التقارب والتنمية المشتركة.
إن أذربيجان التي تقدر تقديرا عاليا دعم المملكة المغربية لموقف أذربيجان حول تسوية النزاع الأرمني-الأذربيجاني، فإنها في نفس الوقت ترحب بانضمام المغرب الى فريق اتصال لمنظمة التعاون الإسلامي في عدوان أرمينيا على أذربيجان ودعمه لموقف أذربيجان العادل بناء على القرارات الصادرة عن مجلس الامن التابع لمنظمة الأمم المتحدة بهذا الشأن.