كلاب الطريق وازعاج المستشفيات بالسيارات الفارهة.

بقلم/ ذ.ادريس الاندلسي

شباب يسوقون سيارات فارهة  بجنون في الشوارع  و جلهم يتسببون في حوادث تدخل بعضهم للمستشفيات و  تدخل بالأساس ضحايا تهورهم إلى المستعجلات. هؤلاء هم من أصبحنا نسميهم بأولاد الفشوش.  بمجرد حصول حادثة بسبب الحالة التي يكون هؤلاء عليها  و التي يتسبب فيها  غالبا تعاطي الخمور  و المخدرات تتكثف الإتصالات.

أمام أية حادثة يرتمي ولد لفشوش على هاتفه لينادي ” بابا أو ماما ” للبدء في إيجاد الحلول  و إستعمال مكونات شبكاتهم الإجتماعية ذات التأثير المضمون.  و قد تعجز في بعض الأحيان تدخلات المعارف أمام فداحة الفعل الجرمي  و خصوصا حين ترصد وسائل الإعلام الحادثة  و تصل إلى تفاصيل عن مسبباتها. و قد ظهر خلال الفترات الأخيرة نوع من الصرامة التي تتعامل بها قوات  الأمن مع ضبط المخالفات.

سبب هذا الرجوع إلى موضوع أولاد الفشوش في علاقاتهم مع عدم إحترام قانون السير هو ما يحصل من مغامرات في تقاطع كثير من الشوارع من استعراضات لعضلات قوة المحركات مع احداث ضوضاء كبيرة في وسط الليل. سبق أن أقترح العديد من الصحافيين وضع كاميرات في عدة أحياء لضبط مظاهر التهور على الطريق .  تدخلات الشرطة كانت مؤثرة في بعض الأحيان  و لكن الظاهرة لا زالت موجودة.  بالأمس ساقتني ظروف إلى زيارة أحد الأقرباء تعرض لوعكة صحية نقل على اثرها إلى  مستشفى الشيخ زايد.  و حين تلقى الإسعافات الأولية الاستعجالية و تم توجيهه للقسم المختص ،  أثار انتباهي  سماع ذلك الصوت المزعج الذي تحدثه عجلات السيارات عند دورانها  في تقاطع الشوارع و التي تعتبر «رياضة” لدى بعض الحمقى.

هؤلاء لا يحترمون حتى راحة المرضى لأن تربيتهم زرعت فيهم عدم الإحترام القانون  و الآخر  و المستضعفين  و حتى من يشتغل في بيوتهم الفخمة. يختارون شوارع قريبة من ثلاث مستشفيات هي المستشفى العسكري  و مستشفى مولاي عبد الله لمرضى السرطان  و مستشفى الشيخ زايد. و هؤلاء  و غيرهم من المتهورين على الطرق هم من يحول طرقاتنا إلى حلبات للتسبب في حوادث مميتة  و أخرى تؤدي لعاهات مستديمة تفرض على الأسر و المجتمع  و الإقتصاد تحملات كبيرة  و مكلفة جدا.  و يرجع المتهور إلى سلوكه بمجرد أن يجتاز مرحلة إيجاد الحلول لأخطائه.  و للعلم فحوادث السير في المجال الحضري  تخلف، حسب آخر تقرير للوكالة المختصة بحوادث،  500 قتيلا من الراجلين في المجال . يصل عدد الوفيات التي تمس مستعملي الدراجات إلى1450 أغلبهم من الشباب.   رغم حجم المآسي  التي تتسبب في خسران نقطتان سنويا من الناتج الداخلي الإجمالي،  يضيع بلدنا في عمال مهرة  و في مهندسين  و أطباء  و آباء يعولون أسرا كثيرة  و يتركون وراءهم أطفال يواجهون المجهول.  وتستمر سلوكات اجتماعية  و اقتصادية  و نفسية تهز واقعنا  و لا تغيره نحو الأحسن.  شباب يافع يسوق سيارة يفوق سعرها  عشرات الملايين  و آخرين يسوقون دراجات لحمل بضائع أو أكلات سريعة  يبحثون عن مصدر رزق  و آخرون يلتحقون بعملهم مشيا على الأرجل و فجأة يتحول المشهد إلى كارثة.  و الأمر  يتجدد كل يوم  و كل شهر و كل سنة.  و الأرقام هي هي  و السلوكات العدائية على الطريقة تتزايد. الأمر صعب  و مرتبط بالتربية  و بالاغتناء السريع  و بضعف المراقبة  و بتخليق الحياة العامة. الكل يتمنى  و يريد أن يكون الكل متساويا أمام القانون  عبر تعميم الصرامة  و المراقبة  و المحاسبة.