بعد تنظيم سلسلة من الندوات التفاعلية التحضيرية للمؤتمر الاستثنائي لحركة قادمون وقادرون- مغرب المستقبل، والتي اختتمت بلقاء تواصلي أطره السيد المصطفى المريزق الرئيس الناطق الرسمي باسم الحركة، لتتبع التحضيرات ووضع اللمسات الأخيرة بخصوص الأعمال التحضيرية للمؤتمر، مع مناقشة المستجدات المتعلقة بإطلاق “نداء مغرب المستقبل” والدعوة إلى تشكيل ائتلاف حداثي ديمقراطي سياسي و مدني و حقوقي، بشراكة وتنسيق مع “حركة المبادرات الديمقراطية” وحزب “جبهة القوى الديمقراطية”؛ عقدت حركة قادمون وقادرون-مغرب المستقبل، مؤتمرها الاستثنائي عن بعد، يومه الأربعاء 2 دجنبر 2020 ابتداء من الساعة الثامنة مساء، بحضور جميع دينامياتها من مختلف مناطق المغرب، بالإضافة إلى ديناميات مغاربة العالم، وبحضور السيد عبد القادر أزريع، رئيس حركة المبادرات الديمقراطية، والسيد المصطفى بن علي، الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية.
وقد افتتح المؤتمر السيد المصطفى المريزق الناطق الرسمي للحركة، بكلمة ترحيبية لجميع مؤتمرات والمؤتمرين، شاكرا الجميع على التزامهم وجديتهم و تضحياتهم على مدى ثلاث سنوات، مذكرا بأهم المحطات النضالية والمجتمعية التي كانت الحركة حاضرة ومساهمة فيها، فضلا عن زيارات أعضائها لأكثر من 50 منطقة أغلبها في مناطق المغرب القروي وسكان الجبل والواحات والسهول والسهوب وضواحي المدن الكبرى والمتوسطة. ودعمهم النضالي والمادي اللامشروط لكل المبادرات الوطنية السياسية والنقابية والحقوقية والثقافية المؤمنة بالحداثة والديمقراطية وحقوق الانسان، منتصرين في ذلك لقيم الوطنية والمواطنة ودولة الحق والقانون، وللنضال السلمي. كما ثمن رئيس الحركة الترحيب المجتمعي الذي قوبلت به الحركة، و إقبال المواطنين على الانخراط في دينامياتها المنتشرة في مختلف ربوع المغرب، معتبرا أن هذا المكسب هو نتاج الصبر و الكفاح و العمل الدؤوب وطول النفس لأعضاء الحركة، الذين يعتبر العمل الميداني ونضال القرب والفعل الاجتماعي لمجتمعنا رأسمالهم الرمزي، وبطاقة تعريفهم و مصداقيتهم من أجل المساهمة في بناء مغرب المستقبل المنشود، بمعية مختلف القوى الحداثية، الوطنية والديمقراطية الحية ، مادامت الحركة بنت نبض المجتمع المغربي الحي، و جزءا من هذا الوطن ومن الحركة التقدمية والانسانية داخل المغرب وخارجه.
وبعد تقديم ضيوف المؤتمر، أعطيت الكلمة للأستاذ عبد القادر أزريع الذي عبر عن سعادته العارمة بحضوره إلى جانب الأستاذ مصطفى بنعلي، في المؤتمر الاستثنائي لحركة قادمون وقادرون-مغرب المستقبل، حيث تقدم بالشكر لرئيس الحركة المصطفى المريزق، والأمين العام لجبهة القوى الديموقراطية، المصطفى بنعلي، وكل مناضلي ومناضلات الحركة، مبرزا في كلمته مدى راهنية الائتلاف السياسي المدني الحقوقي معتبرا إياه قوة صاعدة، و دينامية مجتمعية خلاقة من أجل مغرب المستقبل، مغرب الحريات والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، مع تأكيده على دعم كل من يشتغل في هذا الاتجاه من أجل اعتماد نموذج تنموي جديد ناجع و فعال ، و اعتزازه بعودة المغرب لأحضان أمنا إفريقيا باعتبارها قارة العصر و طريق الذهب في زمننا المعاصر، كما شدد على أن هذا الورش الذي انخرط فيه الموقعون على نداء المستقبل ، هو انخراط وطني مسؤول، و نداء لجميع المغاربة الأحرار، من أجل دولة المؤسسات والتنمية والتعبئة الشاملة، ومن أجل القضية الوطنية الأولى، وليس مجرد ورش لنيل المقاعد و الحضور الموسمي، والمصالح الضيقة.
أما الأمين العام لحزب جبهة القوى الديموقراطية، السيد مصطفى بنعلي فقد استهل كلمته، بعد شكر المؤتمرين، بالإشارة إلى أهمية اللقاءات التفاعلية عن بعد في زمن الوباء ومدى إتاحتها لكل الفاعليين من أجرأة برامجهم، وخلق النقاش وتجنيب المؤسسات من تعطيل عملها وتعليقه في فترة الحجر الصحي، حيث اعتبر هذا اللقاء واللقاءات السابقة له فرصة لتبادل الأفكار والخبرات وتكثيف اللقاءات، كان من ثمارها “نداء مغرب المستقبل”.
وفي حديثه عن مبادرة الائتلاف السياسي المدني الحقوقي، أكد على أن هذه المبادرة خرجت من دائرة الحلم إلى دائرة الأجرأة، و أنه ينبغي على جميع القوى الحية التقدمية الوطنية الانخراط فيها، كما بيَّن أيضا أن من مطامح هذه المبادرة توحيد اليسار من داخل الأحزاب السياسية، كما اعتبر مصطفى بنعلي أن هذه المبادرة هي مبادرة رجال ونساء الوطن، لأن المنتسبين إليها ينظرون إلى ما ستربح الدولة من خلال المحطات الانتخابية، عكس ما ساد من انتظارات حزبية ضيقة كل همها ما ستربحه الأحزاب في كل محطة انتخابية، و معها النقابات و منظمات المجتمع المدني، واعتبر ّأن المطلوب الآن كما جاء في “نداء مغرب المستقبل”، هو الشروع في بناء الدولة الديمقراطية التي تضمن للمواطن التعليم والصحة والحرية والأمن والاستقرار.
وقفل مصطفى بنعلي كلمته ، بالإشادة بإنجازات حركة قادمون وقادرون – مغرب المستقبل- التي استطاعت الوصول إلى مناطق نائية، و كذا إشعاعها الخلاق في المدن، وهو إشعاع فشلت كثير من الأحزاب في أجرأته رغم إمكانياتها، و اكتفائها بالحضور المناسباتي الباهت.
وبعد كلمة رئيس الحركة و الضيفين الشرفيين ، دعا المشاركون في المؤتمر للترحم على الروح الطاهرة للفقيدين نور الدين هرامي وعبد الحميد الجمري اللذان كانا من المؤسسين الأوائل للحركة. وبعدها، تناوب على أخذ الكلمة أعضاء الهيئة الاستشارية ومجلس مؤتمر الحركة، للتعبير عن فخر الانتماء للمسار الكفاحي لحركة قادمون وقادرون- مغرب المستقبل، خلال ثلاث سنوات، حيث أشاروا إلى خصوصية الحركة باعتبارها التنظيم الوحيد الذي اعتمد هيكلة خاصة قاعدية فريدة انطلقت من مغرب “الحاشية السفلية” وليس من المركز . كما ثمنوا كلمة الضيوف الشرفيين، و افتخروا بالإبدال الجديد المتمثل في تحويل حركة قادمون و قادرون- مغرب المستقبل- إلى منتدى مغرب المستقبل، بهيكلة جديدة و رهانات مجتمعية سياسية، مدنية وحقوقية خلاقة ، لبناء مؤسسة تنظيمية وطنية بمنظور جديد وجيل جديد من الأطر والكفاءات والنساء والشباب، بنفس طويل وصبور.
و بعد عرض ما تم تحقيقه من منجزات و ما اعترض الديناميات من إكراهات وتحديات مادية ونضالية، و في جو حواري مسؤول، تم التصويت على التقريرين الأدبي و المالي بالاجماع، و إدخال التعديلات الضرورية على القانون الأساسي، و المصادقة عليه، و تغيير اسم الحركة، لتصير ” منتدى مغرب المستقبل”. ثم انتخاب كل من المكتب الفيديرالي و أعضاء المكتب التنفيذي لمنتدى مغرب المستقبل، في جوي أخوي ديموقراطي، تلاه المصادقة على توقيع اتفاقية شراكة لتعزيز التعاون السياسي و الحقوقي و المدني مع “حركة المبادرات الديمقراطية” و”حزب جبهة القوى الديمقراطية”، وفتح آفاق النضال المشترك والتنسيق الضروري في كل المحطات المقبلة، انسجاما مع روح نداء مغرب المستقبل.
وفي الأخير، تم الاتفاق على تخليد المسار النضالي لحركة قادمون و قادرون –مغرب المستقبل- في كتاب يضم كل أنشطتها الوطنية و الدولية منذ ولادتها، ويوثق تجربتها للتاريخ وللذاكرة المشتركة وللأجيال القادمة.
وجاءت هيكلة المكتب التنفيذي على الشكل التالي:
– المريزق المصطفى: الرئيس الناطق الرسمي
– رشيد بلبوخ: أمين المال
– إدريسي عمراني مصطفى: الكاتب العام
وتعزيزه بتمثيلية مغاربة العال:
– زهرة بنشريطة دراس -فرنسا
– ربيعة الشاوشي – كندا