لُغز  تفجير أمستردام

قالت إدارة الإطفاء  في مدينة لاهاي بأن مبنى سكنيا تعرض لإنفجار وحريق في حي سكني، صباح السبت 07 ديسمبر 2024، ما أدى إلى وقوع إصابات و تدمير المبنى ، وان 20 شخصا مازالوا تجت الأنقاض وِفق التقارير الأولية التي صدرت ذلك اليوم. وكانت الإدارة المذكورة قد أشارت إلى أنه في حوالي الساعة 6:15  صباحا (5 صباحا بتوقيت غرينيتش)، إنهار مبنى سكني من ثلاثة طوابق جزئيا وإندلع حريق” وأنه تم نقل أربعة جرحى إلى المستشفى.

فيما تحدث جيران المبنى  المُفجَّر أن دوي إنفجار هائل هزَّ جدران وسقوف مبانيهم، كما قيل انه تم سماع الإنفجارعلى بعد كيلومترات، بينما قال آخرون أنهم سمعوا صراخ الناس.

هل الأيادي الخفية تستهدف رمزية لاهاي؟

السؤال مشروع من جهة المكانة العالمية لهذه المدينة الهولندية الهادئة، عاصمة القانون الدولي ، ومقر المحكمة الجنائية الدولية التي تطارد قضائيا مُجرمي الحروب والمُتهمين بإرتكاب جرائم الإبادة والتطهير العرقي وكل الأفعال الخطيرة المنتهكة لحقوق الإنسان واهمها الحق في الحياة. غير أن الغموض يتسيد المشهد، ويزيد قصة التفجير غموضا على غموض، ولأن الغموض الجو الملائم لصُناع المؤامرات والدسائس، فقد ألقت وسائل الإعلام الهولندية بظلال من الشكوك والتساؤل المقلق على هذا الملف الشائك بعد قولها أن الشرطة تبحث عن سيارة إنطلقت مسرعة بعد لحظات من الحادث، حسب ما نقل الموقع الإعلامي المحلي، ومن جهة ثانية كانت هيئة الإذاعة والتلفزيون الهولندية أجرت مقابلة مع أحد الجيران، الذي أفاد بسماع إستغاثة طفل  يطلب المساعدة من داخل المبنى المحترق، وقد أسفرالإنفجار عن مقتل 5 أشخاص وجُرح عدد من الناس.

المثير في الأمر أن التفجير جاء بعد إتهام المحكمة الجنائية الدولية لبنيامين نتانياهو بجرائم الإبادة في غزة، ما يطرح تساؤلات عريضة حول الجهة التي خططت ونفذت الهجمة،  هل من أجل تخويف قضاة المحكمة وخبرائها القانونيين والمحامين من مغبة إستهداف رئيس الكيان وجنرالاته عبر مذكرات قضائية بالإعتقال كُلما حطّ أي مسؤول عن هذه الجرائم قدمه في مطار دولة مُوقِعة على الإتفاقية الدولية الخاصة بمحكمة العدل الدولية؟ ولماذا لم يتم التوصل إلى حدود كتابة هذه السطور إلى هُوِية السيارة المسرعة من مكان التفجير؟ وهل ثمّة كاميرات المراقبة في الشوارع المحيطة حتى يتم التعرف على الوجوه ومطابقاتها بالبيانات المخزنة على حواسيب الأجهزة الأمنية التي لديها قدرات تكنولوجية فائقة التطور؟ فالتعرف على هوية سائق السيارة ومن معه يفسح المجال للوصول إلى رأس الخيط الناظم للخيوط المتشابكة مثل لُغز في روايات أغاثا كريستي البوليسية.

ترامب يُكمل مهام الأيادي الخفية

وقّع الرئيس الأمركي المثير للجدل دونالد ترامب أمرا تنفيذيا يفرض من خلاله عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية الموجود مقرها الدائم في لاهاي، وكان رجل الأعمال الشهير قد إنتقد المحكمة على إصدارها أوامر بإعتقال الرئيس الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، وجاء إعلان ترامب بقوله ” …حالة الطوارئ الوطنية للتعامل مع التهديد الذي تمثله المحكمة “