سيرا على التوجهات الملكية القائمة على تعزيز مكانة البحث العلمي ودوره في تثمين المسار التنموي وفق مقتضيات النموذج التنموي الجديد للمملكة، نظم ماستر “العلوم الشرعية والبناء الحضاري”، الأربعاء 20 يوليوز الجاري، بمرس الخير ضواحي الرباط، دورة تكوينية حول “البحوث بين اختيار العنوان وإعداد التقرير والجمع والتحرير” تحت شعار “المصاحبة والملازمة سبيل نجاح طالب العلم”، وذلك من تأطير نخبة من الأساتذة والخبراء في المجال، الأمر يتعلق بكل من الأستاذ الدكتور عبدالرزاق الجاي، المنسق البيداغوجي للماستر، والأستاذ الدكتور المكي اقلاينة أستاذ علوم الحديث بكلية الآداب والعلوم الانسانية بتطوان بجامعة المالك السعدي، والأستاذ الدكتور محمد خروبات أستاذ علوم الحديث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض بمراكش.
وفي هذا الصدد قال الأستاذ الدكتور عبدالرزاق الجاي إن الهدف من هذا الورش العلمي الهام هو صناعة الباحثين، وتوعيتهم بأن البحث العلمي في الجامعة هو نصيحة للإنسانية، باعتبار الجامعة صانعة للأفكار والنصائح التي يمكن أن تستفيد منها المؤسسات والمجتمع، مؤكدا بألا تقدم للمؤسسات ما لم يتقدم مستوى البحث العلمي داخل الحرم الجامعي.
واضاف أن دورات أخرى في عدد من المجالات المتصلة بالبحث العلمي سيتم تنظيمها من قبل ماستر “العلوم الشرعية والبناء الحضاري”، وذلك من قبيل “اختيار العنوان”، “طريقة القراءة”، “جمع الأفكار”، “بناء الأفكار”، “تحرير الأفكار”، “مناقشة الأفكار”، “مناهج جمع البحوث”.
وسجل الأستاذ الدكتور عبدالرزاق الجاي نجاح هذا الورش التكويني من خلال الإقبال اللافت للطلبة الباحثين وارتساماتهم الإيجابية تجلت من خلال عزمهم خوض غمار البحث العلمي بمزيد من العزم والإصرار.
وأكد المحاضر بأن البحث الذي يتخرج من خلاله الطالب الباحث بالماستر إنما تتحقق فيه مخرجات ومرامي وأهداف ما أفاد منه هذا الطالب طيلة مساره التكويني والعلمي بالماستر.
من جهته أكد الأستاذ الدكتور محمد خروبات على حاجة الطلاب الباحثين أكثر إلى قضايا منهجية ومعرفية متصلة بالبحث العلمي، مشددا على مدى أهمية البحث الذي يشكل نواة وجود المعرفة في الدراسات الإسلامية، حيث بدون بحث علمي لا يمكن للمعرفة الإسلامية أن تستمر، وأن تواكب المراحل والسيرورة التاريخية لها.
وأعرب الأستاذ الدكتور محمد خروبات عن سروره بمشاركته التأطيرية لهذه الدورة التكوينية وعن أمله في أن تتكرر بمزيد من الشعارات العلمية التي لها صلة بالعمل العلمي وبحياة الطالب وبمجال البحث العلمي.
من جانبه أكد الأستاذ الدكتور المكي اقلاينة بأن هذه الورشة التكوينية جاءت لتَبسُط الموضوع وتعالج عددا من الإشكالات التي يواجهها الطالب والباحث وهو يريد اختيار عنوان مناسب لتقديم بحثه.
وسجل المحاضر إقبالا لافتا للطلبة الباحثين على هذه الدورة، منوها باهتمامهم الواضح من خلال مناقشاتهم وطرح عدد من الأفكار والتساؤلات التي ميزت هذه الورشة التكوينية، ليخلص إلى مدى استعدادهم ولوجَ البحث العلمي وخوض غماره، معربا عن أمله في أن يتقدم البحث العلمي بأمثال هؤلاء الطلبة خطوات إلى الأمام، مؤكدا الحاجة إلى بحوث تخدم الأمة وتعالج قضاياها الراهنة وتبحث عن حلول للإشكالات، مشيرا إلى البعد الحضاري في ماستر “العلوم الشرعية والبناء الحضاري” من خلال بناء الإنسان فكرا وروحا، دون إلغاء جانب على حساب آخر، مثلما اركتبتها بعض الأمم وأفرزت ظواهر اجتماعية مَرَضية كالانتحار بسبب الفراغ الروحي الذي بدأ ينتشر في بعض الدول العربية. وذاك بسبب غياب الوازع الديني عند بعضهم الذي كان له الأثر السلبي في تحصين فكر الإنسان، ترتب عليه الوقوع في مثل هذه الآفات، حري بنا، يقول المتحدث، معالجة هذه القضايا، ما دام المجتمع في حاجة إلى ذلك، مسجلا دور التربية على القيم الروحية في تحسين الروابط بين الإنسان وربه، وبين الإنسان ونفسه، وبين المسلم والمسلم، وبين المسلم وغير المسلم، إضافة إلى الحيوان الذي له نصيبه في ذلك، بحيث لا نجد هذا الفراغ في الإسلام، مشيرا إلى أن السيرة العطرة لرسول الله ﷺ وسنته النبوية الشريفة مليئة بمثل هذه القضايا التي تبرز عناية الإسلام بحقوق الحيوان، فكيف بحقوق البشر؟!