لم يتوانى عيسى حياتو، رئيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم، عن تلبية الدّعوة التي وُجِّهت له من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لزيارة المغرب قصد طي صفحة الماضي القريب التي لم تكن بالجيدة واتّسمت بالتوتر والتعنت لمدة لا تقل عن سنتين
وبرمج رئيس أكبر جهاز كروي على الصعيد الافريقي زيارة للمملكة المغربية لعقد مجموعة من الاجتماعات وزيارة عدة ورشات رياضية قصد تفقُّدها والوقوف على مدى جاهزيتها. كما أنّ وفد الاتحاد الافريقي ينوي الدخول في مناقشات مُتعدّدة مع الجامعة المغربية، التي يترأسها السيد فوزي لقجع، وكذا اللجنة الوطنية الأولمبية بغية التوصل إلى حلول جديدة وتجاوز الخلافات السابقة التي أدخلت الطرفين في صراعات لم تخدم كرة القدم الافريقية، حيث أقصت المغرب من المنافسات الافريقية 2015 ودفعت الاتحاد الكروي الافريقي لاتخاذ اجراءات استعجالية، إن لم تكن ترقيعية، بالإضافة إلى فرض عقوبات قاسية وغير معقولة على الجامعة الملكية المغربية كادت أن تخلق مشاكل خطيرة لولا تصعيد المغرب واللجوء إلى محكمة التحكيم الرياضية “الطاس” التي وجّهت صفعة قوية لعيسى حياتو بعد أن قضت ببطلان القرارات التي اتخذها الاتحاد الافريقي في حق المغرب
وللإشارة، فقد عرفت هذه الزيارة عدة إيجابيات من شأنها أن تُعزّز العلاقات بين الطّرفين وتخدم مصالح الجامعة المغربية، خصوصًا أنّ المغرب في حاجة ماسّة للدّعم في قادم الاستحقاقات والترشيح لتنظيم المسابقات القارية وحتّى الدولية
ومن بين الأمور التي أشار إليها عيسى حياتو في تصريحاته الإعلامية مباشرة بعد وصوله للمملكة، استعداده الكبير لدعم ملف ترشيح المغرب مستقبلًا لاحتضان كأس العالم وأكّد أنّه كان دائمًا أكبر داعم له وأنّه سيبذل قصارى جهده لمساعدة المغرب من أجل تحقيق ذلك
ومن جهة أخرى، فلم يفوت حياتو الفرصة لقطع الطريق على الشائعات التي راجت مؤخرًا مفادها أن منافسات كأس إفريقيا المرتقب إجراءها بالغابون مطلع 2017 سيتم تحويلها للمغرب. وفنّد هذه الأخبار الزائفة بتأكيده أن كل شيء على ما يرام بالغابون وأن الأمور تسير في الطريق الصحيح
ومن جهته، فقد أكّد فوزي لقجع أن المغرب يستعد للكشف عن ترشيحه لاحتضان كأس العالم 2026، مُشيرًا إلى ضرورة توطيد العلاقات مع أطراف خارجية وخصوصًا مع جهاز كروي من حجم الاتحاد الافريقي الذي عبّر عن دعمه للملف المغربي
ومن بين الخطوات المبرمجة في هذه الزيارة، القيام بجولة تفقدية بمركز التكوين الخاص بالفتح الرباطي إلى جانب المقر الرسمي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والمركز الوطني لكرة القدم بالمعمورة بالإضافة إلى المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالعاصمة الرباط
وجدير بالذكر أن هذه الخطوة، التي قامت بها جامعة لقجع، تُعتَبر مبادرة ذكية ودبلوماسية ستخدم مصالح المغرب بالدرجة الأولى على اعتبار أنّ دعم “الكاف” للمغرب هو أحد الدّعامات الأساسية للمشاريع المستقبلية للرياضة المغربية عمومًا وكرة القدم خاصة… وعيسى حياتو لا يُمثّل شيء بالنسبة للمغرب والمغاربة سوى أنه رئيس جهاز كروي قوي، والدعوة لم تكن موجهة لشخص حياتو، المعروف
بتاريخه المشبوه، وإنّما كانت للاتحاد الافريقي لكرة القدم ككل لخدمة المصلحة الكروية الوطنية
محمد لعلج
الصورة / محسن المهدي