مساهمة برلمانات الدول الإفريقية لتعزيز الشبكة البرلمانية لدول المحيط الأطلسي

إفتتح رشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب أشغال إجتماع رؤساء البرلمانات الوطنية في الدول الإفريقية الأطلسية بمقر المجلس النيابي يوم الخميس 6 فبراير الجاري، معتبرا أن الإجتماع مناسبة للتحاور بشأن مساهمة البرلمانات في بناء صرح إفريقي جديد بإعتباره مشروع إستراتيجي من أجل ” قيام إفريقيا جديدة”.

وقال في معرض كلمته:

” يتعلق الأمر بمبادرة ومسلسل الدول الإفريقية الأطلسية الذي أطلق بالرباط منذ 2009، وعرف زخما جديدا منذ يونيو 2022 وفق رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس المتطلعة إلى تحويل الواجهة الأطلسية الإفريقية إلى فضاء بشري للتكامل الإقتصادي والإزدهار الإجتماعي والجاذبية الدولية”. وأضاف الرئيس: ” إن الأمر يتعلق بمشروع إستراتيجي مهيكل، وبرهانات تاريخية وجيو سياسية بالنسبة للقارة الإفريقية والعالم، من خلال إستثمار الإمكانيات التي تتوفرعليها البلدان 23 المشاطئة للمحيط الأطلسي ، وما يختزنه الساحل الأطلسي الإفريقي من ثروات، وما يتيحه من خدمات”.

وإستعرض الطالبي العلمي أبرز الرافعات التي يتأسس عليها المشروع، إنطلاقا من الأهمية الإستراتيجية للمحيط الطلسي  بإعتباره بوابة القارة السمراء صوب الأمريكيتين الشمالية والجنوبية وأوربا الغربية والشمالية ونحو حوض البحر الأبيض المتوسط عبر مضيق جبل طارق. ثم ما يوفره المحيط من ” ثروات سمكية يمكن ان تسد حاجيات بلداننا، وتغذي شعوبا أخرى عبر العالم من خلال مشاريع شراكة عادلة ومتوازنة “، إضافة إلى ما يتمتع به الساحل الأطلسي من إستقرار وأمن ، وتنقل آمن للبشر، ونقل آمن للبضائع، في سياق دولي من سماته التوترات في أكثر من مجال بحري حول العالم، ما يجعل المجال الساحلي الإفريقي دعامة للتجارة والمبادلات البحرية الدولية”.

وفي كلمة ممثل جمهورية الكونغو أشار إلى أن: ” إزدهار الدول الإفريقية يتطلب إلتزاما قويا وتضافر الجهود، واليوم أخذ فخامة رئيس جمهورية الكونغو على عاتقه النضال من أجل تحقيق السلام في إفريقيا والعالم، وكذلك الدفع بمبادرة ” كونغو قزوين” التي تُمثل الرؤية الإستراتيجية للتنمية المستدامة”. وأضاف: ” من الطبيعي أن تتفق دُولنا على العمل حسب خصوصيات كل بلد، لكن طموحنا الجماعي هو تشييد صرح التضامن السياسي والإقتصادي والثقافي والإجتماعي في فضاء عِلما أن شبابنا يُشكلون 46% من سكان القارة، ويساهمون في ب 50% من الناتج المحلي الإجمالي لإفريقيا..”.

وأضاف: ” إفريقيا ليست مهد الإنسانية فقط، ليست قارة الماضي فحسب بل هي قارة المستقبل، فالمحيط الأطلسي هو ثالث أكبر محيط في العالم ، فهذا الفضاء البحري منجم هائل زاخر بالموارد الطبيعية، لكنه في نفس الآن يُواجه تحديات كبيرة من بينها الأزمات البحرية ،والجريمة المنظمة العابرة للقارات.”

وعن جمهورية انكولا ونيابة عن رئيسة الجمعية الوطنية الدكتورة (كارولينا سبريترا) قال ممثل الجمعية الوطنية ( البرلمان): ” إن هذه المناسبة تمنحنا فرصة جديدة للنظر بواقعية للتحديات التي تواجه منطقتنا، وتبادل الآراء بصدق ومسؤولية من أجل تقديم توصيات تُسهم في تنفيذ إستراتيجيات وسياسات تنموية ناجحة تخدم شعوبنا”.

وأكد المُتدخل أن الأهداف الرئيسية لهذه الشبكة البرلمانية تتمثل في مأسسة الحوارالمستمرعبر  تشكيل فضاء جامع، تعزيز السلام والإستقرارعبرآليات تشاركية لحل النزاعات، تحقيق التنمية المستدامة، تعزيز التعاون الإقتصادي عبر إتفاقيات تجارية وإستثمارات متبادلة. مؤكدا في ختام كلمته على أن تعزيز الشبكة البرلمانية لدول المحيط الأطلسي الإفريقية يعد ” خطوة ضرورية  لمواجهة التحديات الراهنة، وبناء مستقبل أكثر إشراقا للأجيال القادمة”.