لعل ما يميز المرحلة التي تسبق الانتخابات هذه الحمى الهيستيرية التي تصيب بعض المرشحين في البحث عن التزكية. بحيث يصبح حصولهم عليها و بأي طريقة كانت هو شغلهم الشاغل، ولا يهمهم في ذلك توجه إيدلوجي و لا موافقتهم أو معارضتهم لبرنامج الحزب الذي يزكيهم و لا حتى أن يظهروا كل مرة أمام الناخبين بلون سياسي و شعار انتخابي جديدين. مما يجعل العديد من الناس يتساءلون عن جدوى الانتماء الحزبي و النزوع الايديلوجي و ما إلى ذلك.
و الغريب و كل الغريب لدى الكثيرين ما أقدم عليه أمين عام حزب العهد الوزاني الذي غادر حزبه من بابه الخلفي و توجه قاصدا حزب المصباح ليمنحه تزكيته. فلربما لم يجد مكانا في حزبه و أدرك أن لا فائدة من حمل يافطته فب السابع من أكتوبر القادم.
و إذا كان زعيم حزب العهد هذا حرا في تحديد اختياراته ، فهو أيضا مسؤول أمام جمهور منخرطي الحزب و مناضليه ومطالب بتفسير هكذا خيارات وماذا تعني كل تجمهراته و مؤتمراته و أنشطته و وعوده و عهوده ؟
هي إذن تجليات مسخ سياسي بامتياز، عندما تنهار القناعات و تتبخر المرجعيات و تغتصب الايديلوجيات ليحل مكان كل هذا هاجس الحصول على كرسي داخل قبة البرلمان، وهذا لا يقل غرابة من حكومة جمعت الاسلامي و اليساري و اليميني هذا فعلا إذا ما بقي شيء اسمه يسار ويمين في مشهدنا السياسي…