ميثاق الدفاع العربي المشترك وسط واقع الضعف والتشرذم

كثر الكلام مؤخرا عن استراتيجية الدفاع العربي المشترك كمشروع على الطاولة لم يبث فيه بعد, ميثاق يقضي بتشكيل جيش عربي موحد بقيادة موحدة وكان هذا أمنية كل الشعوب العربية من النكبة ولم تتحقق سوى تجربة 1968 التي هبت الجيوش العربية لاسترجاع فلسطين ففقدت الجولان وسيناء و الضفة الغربية وما إلى ذلك.

السؤال هو كيف يمكن تحقيق هذا الهدف المنشود وسط واقع عربي يوجد في حالة يرثى لها بكل أساليب الرثاء المبكية, واقع الضعف والتشرذم والانقسامات السياسية الصارخة والتي انعكست بظلالها على مستوى الجامعة العربية التي أضحت مؤسسة فاقدة لأي ثأثير يذكر وقد جمدت عضوية سوريا ووقفت موقف المتفرج في حروب العراق و غزة, ناهيك عن الوضع المتردي في اليمن واتساع الهوة بين السعودية واليمن والدول المساندة والمعارضة للضربات في اليمن.

هذا الواقع العربي المتردي حدا ببعض الدول في مقدمتها الجزائر تعبر عن رفضها المشاركة في هكذا تحالف عسكري عربي, معتقدة أن هذا الحلف لن يتحقق أصلا في ظل غياب الظروف الذاتية والموضوعية المساعدة على تحقيقه.

وتجدر الاشارة ألى أن موقف الجزائر هذا ليس جديدا فهي عبرت عنه مند رفضها المشاركة في التحالف ضد اليمن إلى جانب باكستان ودول أخرى.

و إذا كان المسعى العربي جديا في خلق تحالف عسكري فإن ذلك رهين باستثباب واستقرار الاوضاع في كل البؤر المشتعلة بدءا من العراق إلى اليمن…