يكاد يكون النفور من المدرسة العمومية شاملا، فلم تعد مقصدا للتعلم إلا من طرف أبناء المعوزين الذين لاطاقة لهم على تأدية متطلبات المدارس الخصوصية. بل حتى القائمين على أمورها نفروها وهربوا أبناءهم منها و اتخذوها موضوعا للحديث عن الأزمة و الأزمات و التأزمات دون أن تبدو في الأفق إرادة قوية لمعالجة مكامن الخلل بالرغم من مشاريع الاصلاح بعناوين مختلفة لتكون المحصلة هدر الأموال دون تغيير يذكر.
فإذا كانت المدرسة العمومية قد ألصق بها الكثير و الكثير من تهم الدونية وعدم الكفاءة فإن هناك بعض الملاحظات البسيطة التي لابد من الوقوف عندها و التي يتسبب غيابها في تدني مستوى القراءة والكتابة في تعليمنا الابتدائي على الخصوص وهي المتعلقة بالأساس في غياب غير مبرر لبعض المواد و الوسائل و التي على بساطتها تترك شرخا كبيرا في التحصيل والاستيعاب نذكر منها غياب مادة المحفوظات و التي لها دور فعال في التعلم اللغوي عندما تقدم للتلاميذ مجموعة أبيات باللغة الفصيحة موزونة و مقفاة يسهل حفظها وترديدها، نفس الشيء بالنسبة لمادة la récitation بالنسبة للغة الفرنسية لما لها من فضل كبير في تقويم النطق، فبالرغم من تواجدها في برامج التلقين غير أن تواجدها ذاك خافت. و نفس الشيء بالنسبة لضرورة وحتمية تواجد le tableau de lecture في جميع الحجرات الدراسية على أن يخصص له حيز زمني يومي لقراءته بل و اعتباره مرجعا للتصحيح الفوري لأي خطأ أو اعوجاج في النطق إبان حصة القراءة. ويمكن اعتماد هذه الوسيلة الناجعة في اللغتين معا الفرنسية والعربية.
وهناك جانب اخر لايقل أهمية في التكوين التعلمي و الشخصي وهو المتعلق بالمسرح المدرسي، هذا الجانب الذي تم إهماله بشكل مريع بالرغم من كونه يساعد المتعلم من التمكن اللغوي واكتساب العديد من المهارات.