انطلقت الحملة الإنتخابية الجماعية بشكل فاتر خلال ساعاتها و أيامها الأولى بشكل يوحي بأن أغلبية المواطنين غير مبالين بعدما سئموا من الوعود والكلام الذي لا يقدم سوى شعارات يدرك هؤلاء المواطنين أنها بعيدة عن التطبيق, و أن حجم انتظارات المواطن الذي يكابد مرارة الانهزامية أمام متطلبات الحياة القاسية هي بعيدة كل البعد أن يجد لها هؤلاء حلولا في المدى المنظور.
من ناحية أخرى ومع توالي ساعات الحملة الانتخابية لاحظ المتتبعون إنزالا قويا لأتباع حزب التراكتور الذي يبدو أنه أبدع في تجهيز حملته ماديا بما يوحي أنه ربما سيكون له حضور معين في هذه الانتخابات.
من ناحية أخرى تتسم حملات حزب المصباح بنوع من الهدوء و بطء الجولات في الأزقة والدربات, و إذا كان البعض يفسر ذلك بكون هذا الحزب يعتمد على أتباعه المنظمين والمنخرطين بالحزب و أن واقع الامر لا يفرض القيام بحملات “الطبل والغيطة,” يرى اخرون أن العهد الذهبي للحزب ولى وانتهى مع ترأسه للحكومة الحالية لكون الدور المنوط به قد انتهى والمتعلق بتأمين انتقال المغرب لفترة “الربيع العربي” بسلام وذاك ما كان.
وبالرغم من كون الحزب من خلال ترأسه تسيير الشأن العام بالمغرب قد استطاع تحقيق العديد من الأهداف إلا أنه أخفق في أخرى من أهمها محاربة الفساد وإنعاش الأجور الجامدة وحل معضلة التقاعد و أزمة التعليم وغيرها.