تعود صفقة غرس هذه الأشجار الغابوية الى الولاية الجماعية لسنوات ما بعد 2004..، فمن دون تفكير ودراسة علمية عن نوعية الغرس المراد تثبيته على طول شوارع المدينة، تمت الصفقة ونمت الأشجار، لتظهر في وقتنا الحالي عيوبها وسلبياتها الواضحة للعيان، وبدأ القيل والقال.., في حين فالغرس الغابوي الذي تنمو جذاعه وجدوره، تعتمده مجموعة من الدول لتفادي انجراف التربة، قرب المنابع المائية والبحيرات، أو على الأقل غرسها بجنبات الطرق الخارجة عن المجالات الحضرية والتجمعات السكنية..
جدور ممتدة مدمرة للرصيف:
في البداية وقبل اقتناء أي أشجار، على الجهة المكلفة بأي مشروع أن تعمل على إنجاز دراسة دقيقة عن نوعيتها ومزاياها، وذلك حتى تعم الاستفادة منها وتقدم الإضافة الى الأبعاد التنموية المراد تحقيقها..، غير أن واقع الحال بجماعة أزيلال خلال سنوات تلك الولاية المذكورة، قامت بناء على صفقة نعتبرها مغبنة، بغرس هذه الأشجار التي افتضح أمرها بعد سماكة جذوعها وعلوها وامتداد جدورها الكبيرة، هذه الأخيرة لا تتسع جوفيا فحسب بل تمتد سطحيا، مدمرة الأرصفة المثبتة بجنباتها، و مشكلة ربوة صغيرة، في شكل يؤكد غياب للرؤى ولا مبالاة، وما يعني أن التفكير في تلك الفترة انصب فقط على قضاء سنوات الولاية بأي شكل من الأشكال ومن دون أبعاد…
تختلف أمراض الحساسية ومسبباتها كما تختلف الأضرار وطرق معالجتها..، ولعل من بين هذه المسببات الغبار الذي يتساقط من هذه الأشجار خاصة في فصل الحر، علاوة على تراكم الحشرات فوق أوراقها التي هي الأخرى تشكل عبئا بتساقطها المثير للنظر في فصل الخريف وبعمل عمال وعاملات النظافة الدؤوب على كنسها باستمرار، وكذا امتداد عروشها التي تعرقل حركة المارة ويتم قطعها بين الفينة والأخرى..
أرصفة مخربة هل من صفقة تالية:
إن من أهم عيوب الصفقات بمدينة أزيلال أو عيوبها بالعديد من الجماعات، هو أن يتم الإنجاز من دون دراسة مدققة، ومن دون أبعاد واضحة وإثقان يضح حد لما تتناقله أوساط الرأي العام عن الغش في التنفيذ وترك النواقص من أجل فتح صفقات أخرى وإعادة الإنجاز من جديد، وهكذا دواليك هدرا للجهد والمال العام، وضياع الأهداف والمرامي التكاملية بين المشاريع، ما يفقد مبدأ الحكامة جوهره، وما يضعنا أمام تقليد متواصل في الزمن، وفقدان المواطنين للثقة في هذه المؤسسة المرتبطة بالمنتخبين، ويعم الكثير من الكلام…
أمام ما تعرضت له الأرصفة من تخريب بسبب نمو وامتداد هذه الأشجار شأن ما حدث ببعض المجالات الأخرى لإصلاح هشاشة قنوات المياه..، نتساءل: هل ستعلن الجماعة مرة أخرى عن صفقة أو صفقات تالية لإزالتها وإعادة الترصيف من جديد..؟
سكان وأرباب محلات متذمرون يشتكون:
لسلبيات هذه الأشجار وغياب مزاياها، بات القلق واضحا على العديد من المواطنين وأرباب المحلات التجارية الذين عبر بعضهم عبر تصريحات لأزيلال الحرة عن تذمرهم وشكواهم، وهو القلق الذي وصل مداه الى الإشتكاء من الأشجار الغابوية الأخرى التي تم غرسها من قبل جمعيات بأحياء شمال المدينة، والتي سرعان ما نمت واتضح أن ثمارها التي هي عبارة عن كريات عندما تجف وتيبس تصير أشواكا متساقطة، وما دفع بالجماعة الى الشروع في اقتلاعها وتحويل مكان غرسها جنوب مدينة أزيلال خارج المجال الحضري..
أشجار البرتقال المر بديلا عن الغابوية السلبية:
لسلبيات أشجار “البلاتان” الغابوية بالمجال الحضري، تم غرس مجموعة من أشجار البرتقال المر المعروف ب “الزنبوع” بمدينة أزيلال كما يتضح من الصورة المرفقة، رقم قلتها إلا أنها كانت جوابا واضحا للمشككين كونها لا يصلح غرسها بأزيلال البارد المناخ بينما العكس هو الصحيح، حيث اتضح تأقلمها ونموها بشكل واضح غير مخلفة لسلبيات الأشجار السالفة الذكر..، وهذا مجرد مثال، إذ بالإمكان البحث عن أشجار بديلة بإيجابيات أكبر، لكن وجب تعميق التفكير والرؤية..
في الختام نتساءل: ماذا قدم مشتل جماعة أزيلال الواقع قرب حديقة 20 غشت من الأشجار، هل نوع “البلاتان” منها قدم كونه صفقة شراء على حساب مالية الجماعة…؟.