تحتفل جمهورية أذربيجان بذكرى مرور 103 سنة على تأسيس الجيش الوطني، حيث تأسست أول وحدة عسكرية نظامية فيلق أذربيجان الخاص – بموجب قرار مجلس الوزراء في جمهورية أذربيجان الديمقراطية في 26 يونيو عام 1918.
إن أول حكومة ديمقراطية في العالم الإسلامي حصلت على الأساس القانوني لتأسيس جيشها، واتخذت خطوات هامة نحو إنشاء الجيش النظامي الذي يعتبر رمزا مهما للدولة. قدمت الحكومة اقتراحا بخلق الجيش المؤلف من 25000 جندي. تم تخصيص 24 في المئة من إجمالي موازنة الدولة لأغراض عسكرية. تأسست وزارة الحرب في الواحد من غشت.
إن أول عرض عسكري في أذربيجان أقيم في عام 1919، في مدينة باكو (في المنطقة التي يقع فيها مركز المتحف حاليا). خلص الجيش الوطني الأذربيجاني جنبا إلى جنب مع جيش القوقاز الإسلامي التابع للإمبراطورية العثمانية مدينة باكو والمحافظات المجاورة من الاحتلال البلشفي الأرمني. إن جنرالات مثل حسين خان ناخيتشيفانسكي، إبراهيم آغا أوسوبوف، حميد قيطباشي، كاظم قاجار، جواد بك شيخلينسكي، حبيب بك سليموف كانوا قد خدموا في الجيش الأذربيجاني.
أعادت أذربيجان استقلالها السياسي في أكتوبر عام1991. لكن السنوات الأولى للاستقلال شهدت انعدام السلطة السياسية الموحدة وضعف مؤسسات الدولة والجيش والهيئات الأمنية للدولة أغلبية مؤسسات الدولة.
إن العدوان التوسعي لأرمينيا زاد حدة التوتر في الجمهورية. وكان الزعيم القومي حيدر علييف يعلم جيدا بأن التصدي لعدوان أرمينيا المسلح على أراضي البلد غير ممكن دون إنشاء جيش قوي نظامي منضبط. لذلك، شرع على الفور من عودته إلى السلطة في إعارة اهتمام خاص لهذه القضية. وكان الرئيس الزعيم القومي حيدر علييف يقول حول ذلك في كلمة ألقاها في حفل تنصيبه في 10 أكتوبر عام 1993م:
“جمهورية أذربيجان ينبغي لها أن تملك جيشا قادرا على الدفاع الذاتي بصفة دولة مستقلة.. وأمام أية نتيجة، فمن واجبنا الرئيسي إنشاء جيش قادر على الدفاع عن الجمهورية وضمان سلامة أراضي أذربيجان.”
يجري حاليا اتخاذ تدابير هادفة لتحسين الخدمة والظروف الاجتماعية والمعيشية لأفراد الجيش الأذربيجاني، وتعزيز القاعدة المادية والتقنية للوحدات العسكرية، وإنشاء البنية التحتية العسكرية الحديثة بفضل اهتمام ورعاية فخامة رئيس جمهورية أذربيجان والقائد الأعلى للقوات المسلحة السيد إلهام علييف الذي استطاع بحنكته وحكمته وضع أسس بناء جيش محترف أواخر عام 1993 في بلادنا. اعتمد فخامته على المبادئ العلمية لبناء الجيش ابتداء من هذا الوقت. وتخلصت القوات المسلحة من بعض التأثرات مع وضع حد لتسيسالجيش. وجه حيدر علييف، كرئيس للجمهورية والقائد العام الأعلى، اهتمامه لزيادة قوة الجيش الأذربيجاني خلال فترة حكمه.
أعلن 26 يونيو يوم تأسيس فيلق أذربيجان الخاص يوم القوات المسلحة الأذربيجانية بموجب مرسوم صادر عن الزعيم القومي حيدر علييف في 22 مايو عام 1998. ويتم الاحتفال كل عام بهذا اليوم باعتباره عيدا رسميا.
يتكون الجيش الوطني الأذربيجاني، الذي يعتبر الأكثر حداثة في القوقاز، من القوات الجوية العسكرية وقوات الدفاع الجوي والقوات البحرية والبرية. تعتمد أذربيجان اليوم على الخبرة الدولية في المجال العسكري، ويتم تنفيذ أعمال التجديد بعد الاصلاحات الهيكلية في الجيش ويتم الاهتمام بالتدريب والتعليم.
في نهاية عام 1991، بدأت المرحلة العسكرية من النزاع الأرمني – الأذربيجاني (قراباغ الجبلية)، وتم احتلال 20٪ من أراضي أذربيجان. وعلى مدار 30 سنة عاش أكثر من مليون أذربيجاني كلاجئين ومشردين جراء سياسة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي انتهجته أرمينيا ضد أذربيجان.
لقد حاول الأرمن المعتدون في أبريل 2016 خرق إطلاق النار. وعندما تعرضت مواقع المواجهة والمناطق السكنية الأذربيجانية ليلة الأول من أبريل 2016 لنيران المدفعية المكثفة للقوات المسلحة الأرمنية، تصدت وحدات الجيش الأذربيجاني لهذه الهجمات. وتعد هذه الهجمات هي الأكثر ضراوة منذ وقف إطلاق النار قبل 22 عاما والتي عرفت بـ“هجمات أبريل”، وأسفر هذا الهجوم عن انتصار الجيش الأذربيجاني.. وتم طرد العدو من المرتفعات في “تارتار“، وتحرر مرتفع “لالاتبه” والمناطق ذات الأهمية الاستراتيجية الأخرى. وتتوفر حاليا الحياة الآمنة للناس في قرية “جوجوق مارجانلي” بمحافظة “جبرائيل” المحررة من الاحتلال الأرمينية نتيجة العملية العسكرية الناجحة والهجوم المضاد الذي قام به الجيش الأذربيجاني.
وقد أظهرت معارك أبريل أن الجيش الأذربيجاني لديه إمكانيات كبيرة. ودخل هذا الانتصار التاريخ بوصفه بشارة خير للانتصارات التي حققتها قواتنا المسلحة.
إن أذربيجان أصبحت شريكا استراتيجيا ومشاركا فعالا في الأسواق الإقليمية والدولية في مجال الصناعات الدفاعية وذلك بفضل التطور الصناعي الملحوظ في جميع المجالات. والمشاريع المنفذة بمبادرة من فخامة رئيس جمهورية أذربيجان السيد إلهام علييف تؤثر إيجابيا في تعزيز الأمن والتعاون في المنقطة.
تبقى الاشارة الى أن الاحتفال بالذكرى 103 لتأسيس الجيش الوطني الأذربيجاني لهذه السنة يصادف انتصار الجيش الأذربيجاني المتماسك الذي استطاع بفضل خبرته وتجربته وقوته وكفاءته الانتصار في معركته الأخيرة ضد أرمينيا واسترجاع كافة أراضيه المغتصبة.. هذا الانتصار الذي تم بفضل حكمة وتبصر فخامة الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، وأيضا بفضل حماسة وبسالة جيشه العتيد، ثم أيضا بفضل العزيمة القوية والارادة الثابتة للشعب الأذربيجاني الذي وقف وقفة رجل واحد يدافع عن كل شبر من أراضيه، وقد تحقق لهم ذلك. وبفضل هذا الانتصار الكبير تعمل أذربيجان اليوم على إعادة بناء الأراضي المحررة مع تقويم هياكلها وتعبيد طرقها وتحقيق طموحات ساكنتها في إطار خدمة المواطن الأذربيجاني