من المعلوم أن مجزرة خوجالي التي ارتكبها الأرمن في متم القرن العشرين ضد الأذربيجانيين بمدينة خوجالي تعد من أبشع الجرائم المرتكبة ضد البشرية حتى الآن. وتوازي في جسامتها مذابح رواندا وسراييفو وقانا لن تنساها كلها ذاكرة التاريخ. سُجّلت تلك الأحداث البشعة في تاريخ الحروب كالإبادة الجماعية للسكان المسالمين العزل وقضت هذه الأحداث مضجع المجتمع الدولي بأسره.
كانت مدينة خوجالي باعتبارها موقعا استراتيجيا في منطقة قراباغالجبلية لأذربيجان تمنع الأرمن من تنفيذ مخططاتهم. اذ ان خوجاليتقع على بعد 12 كم شمالا شرقيا عن خانكندي، بين الطريقين البريين من أغدام الى شوشا ومن عسكران الى خانكندي .
و الجدير بالذكر ان احتضان خوجالي مطارا جويا وحيدا في قراباغالجبلية هو الآخر كان يزيد أهمية المدينة. وكان الهدف الرئيسي للقوات المسلحة لارمينيا هو السيطرة على الطريق البري الواصل بين عسكران وخانكندي عبر خوجالي واحتلال مطارها وهذا ما جعلها ترتكب مجزرة بشعة هناك ذهب ضحيتها مئات المدنيين العزل.
ويوم الخميس 27 فبراير المنصرم كان للسفارة الأذربيجانية موعدا مع الذكرى الأربعينية لهذه المجزرة التي نظمتها بمقر مندوبية قدماء المقاومين وجيش التحرير عكسها السفير الأذربيجاني في كلمة شدد فيها على أن حقائق مجزرة خوجالي تعد جزء من سياسة التطهير التي اعتمدتها القيادة الأرمينية و التي يجب أن يطلع عليها العالم بأسره و أن تحضى بالتقييم القانوني و السياسي على المستوى الدولي.
ودكر السفير الأذربيجاني أنه سنة 2008 انطلقت حملة تحت عنوان “العدالة لخوجالي“ بأبعاد دولية وكانت قد أشرفت عليها نائبة رئيسة مؤسسة “حيدر علييف ” الخيرية السيدة ليلى علييفا بغيىة إحاطة المجتمع الدولي بخبايا حقائق المجزرة وهي المبادرة التي لقيت دعما من عشرات البلدان على الصعيد العالمي.
وبالطبع كان لمجهودات الجانب الأذربيجاني الدولية نتائج كبيرة تمثلت في تفاعل المجتمع الدولي الذي أدان المجزرة، وكان من نتائج ذلك أن أصدرت منظمة التعاون الاسلامي عدة قرارات استنكاريةللعدوان مطالبة بالانسحاب الارميني اللامشروط من الاراضيالأذربيجانية المحتلة. وكذلك أصدرت الدورة ال 44 لمجلس وزراء الخارجية للبلدان الأعضاء لدى منظمة التعاون الاسلامي قرارات ضد الاعتداءات الارمينية وسياستها التدميرية للثرات الديني و الثقافي المتعمدة.
من جهة أخرى اعتبرت برلمانات المكسيك وكولومبيا و بيرو و باكستان وغيرها من البرلمانات الدولية مجزرة خوجالي بمثابة إبادة شعبية وجريمة حرب.
وعن طبيعة الصراع الأذربيجاني الأرميني أوضح السفير في كلمته أن لا تسوية لهذا النزاع إلا من خلال ضمان وحدة الاراضيالأذربيجانية ضمن الحدود المتعارف عليها دوليا وبمرجعية الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة ووثيقة هلسينكي .
واستطرد السفير الاذربيجاني موضحا أنه بات على العالم إدراك الحقائق البشعة لمجزرة خوجالي، و أن إهمال هذه الحقائق وعدم متابعة ومعاقبة مرتكبيها قد يؤدي و يشجع على تكرار مثل هذه الماسي اللاإنسانية التي ارتكبها الأرمن في كل بقاع العالم. وما هذه الوقفات السنوية إلا إعلان عن التضامن للشعب الأذربيجاني و احترامه لشهدائه و عزمه على تحرير أراضيه المحتلة وضمان وحدة بلده
وحول الانتخابات البرلمانية المزمع تنظيمها من طرف جمهورية أرمينيا على الأراضي الأذربيجانية المحتلة خلال شهر مارس 2020، اعتبرها السفير انتخابات غير شرعية وهي بمثابة خرق لمبادئ الدستور الأذربيجاني وكذلك القانون الدولي، مؤكدا أن حل نزاع قراباغ يجب أن يتم في إطار سيادة الجمهورية الأذربيجانية وداخل حدودها المعترف بها دوليا، مع عودة اللاجئين الأذربيجانيين إلى وطنهم، ومن أجل ذلك دعا السفير إلى ضرورة توحيد الجهود و إبراز التضامن مع الشعب الأذربيجاني نصرة لقضيته العادلة متمنيا على المغرب المزيد من الدعم و أن تسمو مواقفه المؤيدة أكثر فأكثربما من شأنه أن يقوي الموقف الأذربيجاني بالنظر إلى المكانة المرموقة و المصداقية اللتان يتمتع بهما إفريقيا و أروبيا. كما شكر في ختام كلمته المندوب السامي لقدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير، و أعضاء السلك الدبلوماسي وجمعية الصداقة المغربية الأذربيجانية
هكذا إذن كانت متضمنات كلمة السفير شعلة أضاءت ما خفي من حقائق مجزرة خوجالي، التي يقف الأذربيجانيون كل سنة على تذكر أحداثها المؤلمة والتي انتهكت حرمة شعب و سلبت منه أراضيه. وبالفعل وكما أوضح السفير الأذربيجاني في كلمته تبقى هذه الوقفات التذكارية السنوية بمثابة أكاليل زهور على قبور شهداء المجزرة الوحشية و تأكيدا شعبيا على استمرار التمسك باسترجاع الأراضي المحتلة و ضمان وحدة البلاد..