أدانت الائتلافات الحقوقية والأهلية 99 المكونة من عدة دول ومن بينها المغرب، اليوم الاثنين، اغتيال الناشط الحقوقي والسياسي المعارض نزار بنات، من طرف السلطات الفليسطينية.
واعتبرت الائتلافات الحقوقية والأهلية في بيان مشترك لها، توصل موقع “أصداء المغرب العربي” بنسخة منه، اغتيال “نزار بنات”، انتهاك لحق الحياة وحرية التعبير، وضرب كل الحقوق الإنسانية التي تكفلها الكتب السموية والمواثق الدولية عرض الحائط، خصوصا أنها تكفل للإنسان كرامته في الحياة قبل الممات.
وطالب المصدر ذاته، بتشكيل لجنة تقصي حقائق فلسطينية مستقلة وحيادية لتحديد كافة المسؤولين عن تنفيذ هذه الجريمة النكراء، ثم السهر على عدم إفلات المسؤولين عن هذه الجريمة من العقاب.
وفي السياق ذاته، طالب الموقعون بتكوين لجنة تحقيق دولية من قبل مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان لمطابقة نتائج عملها مع نتائج اللجنة الحكومية واللجنة المستقلة؛ ثم اعتبار المغدور به نزار بنات، شهيد لفلسطين ولحركة حقوق الإنسان والشعوب.
واعتبر الموقعون على بيان التنديد عن مقتل بنات، بأنها انتكاسة كبيرة لحرية الرأي والتعبير في فلسطين المحتلة، ناهيك عن كونها إساءة كبيرة للشعب الفلسطيني، ووصمة عار إضافية في جبين حكومة السلطة الفلسطينية أمام العالم،وأعرب الموقعون عن قلقهم الشديد من ممارسات الأجهزة الأمنية الفلسطينية حيال ممارسة المواطنين والمواطنات حقهم في التعبير والتجمع السلمي خلال حاليا ومستقبلا، كونهم يتعرضون في مختلف المدن الفلسطينية إلى الضرب بالهراوات والحجارة، والسحل على الأرض وقنابل الغاز بشكل كثيف، بالإضافة إلى تعرض للصحفيين والصحفيات للضرب وسحب معداتهم الصحفية ومصادرتها، ناهيك عن ظاهرة انخراط أفراد الأجهزة الأمنية بلباس مدني في الاعتداء على المتظاهرين والمتظاهرات.
ومن جهة أخرى، أكد المصدر ذاته، حسب البلاغ نفسه، أن الفعل الجرمي الذي ارتكب في حق المعارض نزار بنات، من دهس ورفس وضرب من طرف عناصر محسوبين على السلطات الفليسطينية أثناء اعتقاله فجر يوم الخميس الماضي الموافق ل 2021/6/24 في محافظة الخليل أودى بحياته بعد ساعتين من الاعتقال القصري.
وأوضح المصدر عينه، أن التصريحات التي استاقها من خلال تصريحات عائلة الضحية بينت أن نحو 25 عنصرا من الأجهزة الأمنية الفلسطينية باللباس العسكري اقتحموا المنزل الذي تواجد فيه نزار بنات حوالي الثالثة والنصف من فجر الخميس الماضي، بعد أن كسروا الأبواب والنوافذ، إذ انهالوا عليه بالضرب على رأسه بالعتلات الحديدية والهراوات وسحلوه لخارج المنزل حيث نقلوه لجهة مجهولة، ثم بعد ساعتين أعلن محافظ الخليل عن وفاته.
وأضافت الائتلافات الحقوقية والأهلية، أن الفعل الجرمي في حق بنات أعاد إلى الأذهان مسلسل الاغتيالات التي قامت بها السلطات الفليسطينية وسلطات العديد من دول العالم في حق الشخصيات المعارضة وأصحاب الآراء الحرة المنحازة لحقوق الإنسان والشعوب، من قبيل مارتن لوثر كينغ، المهدي بن بركة، غسان كنفاني، معروف سعد، ناصر السعيد، ناجي العلي، عبد الكريم فخراوي، شكري بالعيد، وجمال الخاشقجي، وغيرهم كثر.
ويشار أن نزار بنات قبل مقتله على يد السلطة الفليسطينية سبق له أن تعرض مرات عديدة للاعتقال والاعتداء والتهديد، ثم إطلاق النار على منزله قبل شهرين، بسبب معارضته والتعبير عن آرائه في القضايا العامة السياسية والإدارية المرتبطة بالفساد ومطالبته بمحاكمة رموزه ، ثم فضحه الدائم للتنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وسلطات الاحتلال الصهيوني.