عملا بمبدأ الحكامة وربط المسؤولية بالمحاسبة، قام السيد محسن رؤوف المدير العام للمركز الإستشفائي ابن سينا بالرباط، بإعفاء مسؤولين كبار بالمستشفى المذكور، ويتعلق الأمر بكل من رئيس قسم الموارد البشرية، رئيس قسم المعلوميات، رئيس قسم الخدمات الصحية، ورئيس قسم الخدمات التمريضية…
اتخذ هذا القرار الأول من نوعه منذ تعيين المدير الجديد أواخر سنة 2023، بعد الضجة الكبيرة التي أحدثها امتحان الكفاءة المهنية لولوج الدرجة الممتازة (السلم 11), بخصوص هيئة الممرضين وتقنيي الصحة، وذلك بسبب ترقية مرشحة غير مستوفية لشروط هذا الإمتحان، وقيام إدارة المستشفى بفتح تحقيق والتشطيب عليها، وتوجيه استفسارات كتابية للمسؤولين المعنيين.
وقد سبق لجريدة “أصداء المغرب العربي” أن تطرقت لهذا الملف الصاخب, بعد تسجيل مجموعة من الخروقات والتجاوزات التي أدت الى تدني الخدمات الصحية، وانتشار سلوكات خبيثة في التلاعب بامتحانات دفعت بعدد من المتدمرين من الوضع الى اللجوء الى القضاء لإنصافهم عبر إعادة الإمتحانات، مطالبين بالشفافية ومحاربة كافة أشكال الفساد الذي ينخر شرايين المركز الإستشفائي الجامعي ابن سينا.
أمام هذه السلوكات المسيئة والأوضاع الكارثية التي سادت بالمركز الاستشفائي الجامعي إبن سينا، وُضع المدير الذي عين على رأس أكبر مؤسسة استشفائية أمام مهام صعبة, لإقرار وترسيخ وتعزيز الحكامة الجيدة, وتشكيل فريق عمل متجانس من القيادات الجيدة التي يزخر بها المركز، والتي همشت في عهد الفوضى والتسيب..
إن واقع الحال, أن المدير الجديد حيال مسؤوليات كبيرة للمساهمة في إنجاح الورش الاجتماعي الكبير المرتبط بالمشروع الملكي الضخم المتعلق بالحماية الاجتماعية، وتلبية حاجيات ومتطلبات المواطنين في المجال الصحي, وتعزيز ولوجهم للخدمات الصحية في أفضل الظروف. كما يستوجب تحفيز العنصر البشري معنويا وماديا بالاستجابة الى الملفات العالقة المستعجلة, خاصة بالبث في ملف تزوير امتحان الكفاءة المهنية للممرضين، وفتح امتحانات الكفاءة المهنية للفئات الأخرى التي حصل فيها تأخير كبير, ما ينذر بإمكانية لجوئهم إلى القضاء إسوة بباقي زملائهم، وتعويضهم عن الضرر الذي لحق بهم…