أمسيات طانطان الدافئة تألق الشاعرة المخضرمة أميمة بنت محمد البخاري السباعي 

تجمَلّت مدينة طانطان طيلة أربعة أيام بفقرات غنية عكست عمق ثقافة الرُّحل في فضاء الصحراء الشاسع والمُلهم للشعراء وأرباب ” سيد الكلام “، هذا الشعر الضارب في جذورالمكان، لكأنما كل ذرة رمل قصيدة.

هكذا، إلى جانب الندوات المتعددة المواضيع وعروض فنية و إستعراضية أثرت موسم الموكار أو المهرجان الدولي لطانطان، كان للشعر نصيب الأسد في جمع عشاق الكلمة وشعر التبراع، ذلك الغزل النسائي الشفيف من وراء ستار، كأنما هو بوح النساء العاشقات للجمال، كانت أمسيات الشعر والندوات المتمحورة حول موضوعاته نزهة في عالم المجاز والإستعارة والكناية والخيال كما هو عالم القافية الموسيقية.

الموسم حظي بالرعاية الملكية، لهذا كان ترؤس عامل إقليم طانطان للأمسيات الشعرية والندوات الثقافية رفقة العديد من المسؤولين في مختلف القطاعات الحكومية والمنتخبين وفعاليات المجتمع المدني والضيوف، وقد إستحسن الجميع التنظيم المُحْكم والجيد لفقرات الموسم/ المهرجان، حيث تكللت مختلف العروض المُقدمة مثل سباقات الخيل والإبل  بنجاح منقطع النظير إضافة إلى عروض ثقافية أخرى، كان من أبرزها إلقاء الشاعرة المخضرمة السيدة أميمة بنت محمد البخاري السباعي لأبيات شعرية وطنية هزَّت بها قلوب الكثير من الحاضرين المُنصتين، حيث أشادت الشاعرة المبدعة بالإنجازات الملكية العظيمة التي تحققت للنهوض بالأقاليم الصحراوية في جميع الميادين منذ إسترجاعها في كنف المملكة المغربية في مختلف الميادين، بداية من جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني وصولا إلى العهد الزاهر تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله.

الشاعرة المجاهدة أميمة بنت محمد البخاري السباعي شاعرة وطنية حُرّة جاهدت منذ نعومة أظافرها ومازالت تجاهد لإعلاء كلمة الحق وردع كل الأطماع الخارجية والمؤامرات الخبيثة التي تريد تفريق الوحدة الوطنية ، إذ تغنَّت في أبياتها الشعرية بمنجزات الإعمار والتشييد والتنمية الحضرية، وذلك نتيجة للتخطيط السديد والسياسة العلوية الرشيدة من قبيل تشييد وإنشاء ( الموانئ، الطرق، المطارات والمرافق العمومية والشبه العمومية المختلفة…).

الشاعرة المخضرمة أميمة أيقونة الإبداع الأدبي الراقي حققت المعادلة الصعبة بتضمين قصائدها للمنجزات التنموية الكبرى التي تحققت في ظل التوجيهات الملكية السديدة للنهوض بالأقاليم الجنوبية والإرتقاء بها حتى تصبح وِجهة سياحية عالمية، من خلال سياسة تنظيم المهرجانات والمواسم والتظاهرات الثقافية الجاذبة لأنظارالعالم، وخير مثال على ذلك موسم أو مهرجان طانطان الدولي الثامن عشر، وحق شاعرتنا علينا على الأقل أن نشكر صنيعها الإبداعي الجميل الذي أتحفنا بصورشعرية  ساحرة وكلمات رائعة تضمنت منجزات تنمية الأقاليم الصحراوية، وعسى في المستقبل القريب ان يتم تنظيم تكريم خاص بالشاعرة الكبيرة عرفانا لما تقدمه من أبيات شعرية أخَّاذة.