لقد تبين للعديدين بعد مضي كل هذه السنوات على الأزمة في سوريا أن المبتغى و الأهداف كانت بالطبع أكبر من مجرد ثورة قام بها الشعب السوري سعيا وراء الديمقراطية و العدالة.و إلا ما السر وراء إغراق المنطقة بجحافل من المتشددين من كل بقاع العالم جاؤوا لحمل السلاح في وجه النظام السوري وكل هذا الدعم المادي و المعنوي الذي يحصلون عليه عالميا و إقليميا؟
لم يعد سرا و لا خفيا البعد المرسوم لما يجري ويدور في سوريا وبالتالي في كل منطقة الشرق الأوسط عموما بما يضمن توزيع المصالح و تركيز مناطق النفوذ، غير أنه بدا جليا بعد التدخل الروسي بطلب من سوريا في النزاع الدائر هناك إلى جانب إيران والعراق و فصيل لبناني قد خلط الأوراق الأمريكية خاصة بعد تقهقر قوى المعارضة ميدانيا و حيرة أمريكا على حد تعبير لافروف في التمييز بين المعارضة المعتدلة من غيرها مما جعل الرهان على إسقاط النظام السوري وتقسيم سوريا إلى دويلات عرقية صعب التحقيق.
و في الوقت الذي كان التحالف الأمريكي الخليجي التركي يقود المعركة هناك، جاء الإنقلاب التركي الفاشل ليعبث بهذا التحالف خاصة عندما حملت تركيا الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية الانقلاب وعدم رضوخها لطلب تسليم زعيم الانقلاب فتح الله غولين لتتوجه تركيا بكل اندفاع إلى الحضن الروسي مما خلق فرصة لروسيل للعمل على تخفيف الدعم التركي للفصائل المسلحة وربما هذا ما جعل مسؤولا رفيعا في تركيا يبشر بحل للأزمة السورية خلال الستة أشهر المقبلة.
المهم من هذا كله هو أن تركيا لامحالة ستعزز التحالف الروسي الايراني العراقي و في المقابل كل تباشير التصدع تصيب التحالف الاخر وهذا بالفعل لم يكن في حسبان أمريكا …