بقلم : أبو أسامة
هكذا إذن وبعد ست سنوات على انطلاقة معالم الربيع العربي، هذا المصطلح الذي راق لأمريكا أن تلقب به التحركات الشعبية التي انطلقت من تونس لتخيم في سوريا مخلفة الاف مؤلفة من القتلى والمعطوبين و اليتامى والخراب الذي ضرب كل شيء. ربيع، لكن لاورود فيه ولانفحات سوى نفحات الموت التي شابت أجواء تونس ومصر وليبيا وسوريا. لكن ماهي النتائج؟
لاشيء يذكر في الافق، الوضع هو ذاته في كل تلك البلدان مما يشرعن السؤال حول ما شاب تلك الثورات من خلل؟ أو بعبارة أخرى إلى أي حد كانت تلك التحركات بمواصفات الثورات الشعبية؟
ربما ما يلقي الضوء و ييسرالجواب على هكذا أسئلة هو الوقوف المتأني على ما دار ويدور وما جرى ويجري في سوريا ونحن نرى هذه الجحافل من المسلحين من كل بقاع العالم وقد شدت الرحال إلى بلاد الشام معززة مكرمة مسلحة من عدة قوى عالمية و إقليمية لنتساءل إلى أي حد يمثل هؤلاء الثورة الشعبية السورية؟ و إلى أي حد قلوبهم مكتواة على الشعب السوري المحروم من الديمقراطية و العدالة الاجتماعية وعلى مقربة من سوريا العديد من الدول الغرقى حتى النخاع في ضروب الجبروت و الديكتاتورية.
لقد اتضح بما لا يدع مجالا للشك أن الهدف و المبتغى أكبر بكثير من مجرد عرض سيناريو شعوب تثور على حكامها من أجل الحرية والديمقراطية وهو ما عكسته الوقائع في مقدمتها الارهاب المسلح بالدبابات و الراجمات والطائرات المسيرة و قطع الماء الشروب واجثتات الرؤوس وشق الصدور وما إلى ذلك من الاعمال الوحشية المتنافية مع أدبيات و أخلاقيات الثورات.
و إذا كان الستار قد أسدل، وتجلت الحقائق المختفية على الأقل كما عبر عنها الوفد البرلماني الفرنسي الذي زار سوريا و اكتشف أن العديد من الفرنسيين و الاروبيين ذهبوا ضحية الفبركة الاعلامية و أن الواقع هو خلاف ما يتم تصويره ونقله. ومهما يكن ذهبت أرواح و أرواح، ويتم أطفال، ورملت نساء، وخربت مدن عن بكرة أبيها، وعانقت الدول المنكوبة أحضان العصور الحجرية، فكانت من أسوء المحطات المسجلة في تاريخ الانسانية على العموم.