على غير المعتاد في تنصيب رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية تم استقبال تنصيب ترامب من طرف قوى المجتمع المدني الامريكي باحتجاجات صاخبة تعبيرا منها عن رفضها المطلق لمعالم التوجه السياسي العام لهذا الرئيس.
ومن المعلوم أن الرئيس الأمريكي ال45 خلال حملاته الانتخابية وطلعات تصريحاته وحتى تغريداته التويترية أسقطت القناع عن نوايا ترامب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وهي التي لم ترق بعض الشعب الامريكي خاصة ما تعلق منها بطرد المقيمين في أمريكا بطرق غير شرعية وحملته المغرضة على المسلمين والتراجع على مكاسب التغطية الصحية المجانية التي سنها أوباما ومنع الإجهاض ووعده بنقل السفارة الامريكية إلى القدس ودعمه اللامشروط للإستيطان وما إلى ذلك.
والواقع أن ترامب يتحدث عن مستقبل أمريكا تحت سياسته بكثير من الاندفاعية التي على ما يبدو تجاهلت الكثير من المرتكزات من أهمها ظهور قوى اقتصادية جديدة ومنافسة بشراسة لأمريكا في مقدمتها الصين، والعودة القوية لروسيا إلى ساحة الأحداث العالمية، وانهزام المشروع الامريكي الذي يحمل عنوان “الشرق الاوسط الجديد” في لبنان والعراق وسوريا، وظهور قطب عسكري جديد يضم ايران ولبنان والعراق بدعم روسي كبير، ناهيك عن انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأروبي وغير ذلك. تبقى الاشارة إلى أن قابل الايام والشهور ستكشف إلى أي مدى سيكون ترامب وفيا لما تعهد به…