لم يكن مفاجئا الموقف الأمريكي خلال انعقاد دورة مجلس الأمن بطلب من مصر في موضوع القدس، حيث بادرت ممثلة الولايات المتحدة الامريكية إلى استخدام حق النقض الفيتو ضد قرار يتعلق بترك القدس على حالها إلى حين الحسم من خلال مفاوضات الحل النهائي بين الفلسطينيين و الاسرائيليين.
و بالرغم من تصويت 14 دولة لصالح القرار السالف الذكر أبت أمريكا إلا أن تشهر ورقة النقض لتؤكد قرارها القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، في حين كانت باقي تدخلات أعضاء مجلس الأمن تؤكد على أحقية الفلسطينيين و الاسرائيليين في الوجود و العيش بأمان و أن القدس ينبغي أن تكون عاصمة للدولتين.
ويرى العديد من المتتبعين للصراع الفلسطيني الاسرائيلي أن الموقف الامريكي المتصلب يرجع لكون أمريكا لم تتقبل اندحار مشروعها في الشرق الأوسط عقب انتصار العراق و سوريا على الارهاب، و أن هكذا خطوة أمريكية تهدف إلى تنغيص فرحة الجبهة الروسية السورية الايرانية اللبنانية بالنصر على مشروع داعش.
من جهة ثانية تجدر الاشارة إلى أن الموقف الامريكي القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل يكاد يكون يتيما بحيث لم يتحقق حوله الاجماع الذي كان يراهن عليه ترامب، بل أغلب دول العالم بما فيها الاتحاد الاروبي و روسيا اعتبرت قرار ترامب قرارا انفراديا و متسرعا و يزيد من تعقيد الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.