أبو أسامة
كان قد أشعلها البوعزيزي سنة 2011، وانساق وراءها التونسيون سعيا وراء الرخاء و الازدهار و الديمقراطية، مدفوعين ومدعمين ممن وضعوا هياكل سيناريو الربيع العربي. سقط بن علي وهرب، تعاقبت حكومات وتوالت، لكن الوضع هو هو. ركود اقتصادي وعطالة في تزايد مطرد وتهديدات إرهابية محذقة بالبلاد.
الان يتساءل التونسيون عن مكمن الداء، وعن طبيعة المعيقات التي تحول دون تجقيق أمانيهم التي علقوها على ثورتهم، يتساءلون وهم يدركون أو لايدركون أن ثورتهم تلك كانت تفتقد لكل مقومات النجاح، فلا هي كانت لها قيادة، ولا هي حاملة لمشروع قابل للتحقيق، ولا هي صاحبة قرار اقتصادي وسياسي مستقل.
يتساءلون، وهم لم يدركوا أنهم استدرجوا إلى سيناريو أبدا لم يكن من أجل تحرر التونسيين وغيرهم من الشعوب العربية بقدر ما كان الهدف و المراد والمبتغى تدمير تلك الشعوب و الإجهاز على مقدراتها وفق استراتيجية ومخطط وضع على مكاتب البانتاغون مند سنة 2005 وهو المعروف بالشرق الأوسط الجديد.
نعم المنطلق كان من تونس، وينبغي استثماره حسب المخطط لنقل الشرارة إلى مصر مع التضحية بمبارك المخلص، ثم من هناك إلى ليبيا للتخلص من القذافي المشاكس ووضع اليد على رابع احتياط عالمي من النفط والغاز، ثم توجيه البوصلة إلى سوريا لإسقاط نظامها الداعم لحزب الله اللبناني وحماس قصد تجزيئها إلى دويلات عرقية ليتم في اخر المطاف التفرد بإيران وتوابعها.
هكذا كانت رؤى واضعي سيناريو “الربيع العربي” و التي حققت أهدافها في تونس وليبيا ومصر لكنها فشلت وتحطمت على أسوار دمشق وبغداد. لذلك فإن تساءل التونسيون فعليهم إدراك هذه الحقائق علهم يجدون أجوبة مقنعة لتساؤلاتهم تلك…