رغم الإكراهات التي فرضتها جائحة كورونا على مختلف المؤسسات بالعالم، لم تجمد الزاوية الكركرية أنشطتها هذه السنة إذ في اطار احترام التدابير الاحترازية وحالة الطوارئ الصحية قامت بعدد من الأنشطة داخل الوطن وخارجه في افريقيا وفي دول آسيا وغيرها وتزامن ذلك مع شهر رمضان الابرك.
بعد سلسلة من المساهمات الخيرية والمبادرات الاجتماعية والثقافية والبيئية التنموية التي نظمتها الزاوية الكركرية بالعديد من بلدان العالم والدول الإفريقية خلال شهر رمضان المبارك حيث كان آخرها حفل تدشين مؤسسة تعليمية مجانية بجمهورية الطوغو عند قرية FOKPE GAME في محافظة ZIO والتي تضمّ خمسة أقسام وثلاثة فصول بسعة استيعابية لـ 60 تلميذاً بهدف محاربة الهدر المدرسي من جهة ومحاربة الجهل المودي للتطرّف والتشدد الفكري ، ليكون ثاني مشروع مؤسساتي يسعى في استصلاح ودعم بنية التربية والتعليم القروي بعد مضي 20 يوما من تدشين المؤسسة المركزية للتعليم الابتدائي بقرية GAOUGBLE والذي يخطّ مسار النجاح الدراسي مستوعبا أبناء المنطقة الذين استطاعوا الالتحاق بفصول التعليم واستئناف المقرّر السنوي.
كما قامت الزاوية على الصعيد المحلي خلال النصف من هذا الشهر الكريم بتوزيع القفف الرمضانية وما يلزم من المؤنة الغذائية استعدادا لعيد الفطر ولسد حاجيات الإفطار عند عدد من أصحاب الهشاشة والفقر بمنطقة العروي وخاصّة محتاجي الدواوير.
إضافة إلى ذلك، ساهمت الزاوية في حملة للتبرع بالدم المنظمة من قبل الهلال الاحمر المغربي بالناظور بالتنسيق مع إدارة المستشفى الحسني وبنك الدم والتي ساهمت بها الزاوية الكركرية بكثافة عن طريق مريديها وهم من جنسيات متعددة، وبنفس الوثيرة نظمت الزاوية الكركرية موائد إفطار الصائمين بالعديد من الدول التي يكثر فيها مريدوها خلال هذه السنة كما في جمهوريات مدغشقر وموريتانيا الإسلامية والسودان والفلبين، فيما شهدت دول أخرى كالسينغال وبوركينافاسو والطوغو وأوغندا والكامرون والبنين شكلا آخرا من التكافل عن طريق توزيع حاجيات التغذية اليومية على العائلات المعوزة بالقرى والضواحي شبه المنعزلة مع إدخال السرور على اليتامى والأطفال في وضعية حرجة.
لتنتقل الزاوية الكركرية بعد هذا، إلى جانب من جوانب التنمية الاجتماعية حيث افتتحت بجمهورية باكستان مركزا لإعادة تأهيل النساء الأرامل والفقيرات بقرية Arab solangi والذي يهدف إلى تعليمهن الخياطة وصناعة الملابس مع توفيره الدخل الشهري للمتعلمّات المؤدّى عن ثمن المبيعات ومصروف التشجيع على المهارة والإبداع ، ليدشّن بعده في مدينة Kumb مركزًا آخر للتدريب على الإعلاميات وتلقين علوم الانترنيت لفائدة الأطفال واليتامى والفتيات المحرومات من التعليم التكميلي.
وسيرا على نفس النهج افتتحت دار الأيتام الأولى بجمهورية مدغشقر في قرية ANTSOGOBORY بمدينة TULEAR والتي تسعى بأهدافها الإنسانية من خلال ورشات التعليم والتربية والتدريب إلى تحقيق نقلة حقيقية في شكل كفالة اليتيم تشمل إضافة لسدّ كافة أساسيات الحياة الطبيعية اللازمة إثراء الهوية الملغاشية وترسيخ الثوابت الأصيلة مع العمل على إنماء جوانب الانفتاح والإبداع واكتساب المهارات وتحصين الفرد من توابع الفكر الدخيل والسلوك العدواني.
كما توجّهت في مجال العمران الديني بجمهورية بنين إلى بناء مسجد مركزي عند مقاطعة Tchanhounkpam التابعة للعاصمة Cotonou الذي خوّل لأهالي القرية الاجتماع على الصلوات الخمس وإحياء سنة التراويح وإحداث حلقات القرآن حفظا وتلاوة وتدبّرا مع بذل دروس محو الأميّة وتعليم اللغة العربية.