المرأة المغربية في مواجهة التحديات المعاصرة في مؤتمر دولي بالسويد

حظيت المرأة المغربية بما يشبه التكريم وهي تحل ضيفة على مؤتمر دولي هام إستضافته العاصمة السويدية ستوكهولم يوم الخميس 13فبراير، المؤتمر المنعقد بمبادرة من الإتحاد النسائي العربي في السويد، بمشاركة عدد من المنظمات النسوية العربية والسويدية، بالإضافة إلى حضور شخصيات ديبلوماسية بارزة، من بينها السفير المغربي في السويد كريم مدرك،والسفير المصري في البلد السكندنافي أحمد عادل.

إختار المنظمون موضوعا على قدر كبير من الأهمية لراهنيته وهو ” حقوق المرأة المغربية: التحولات القانونية والرقمنة وتحقيق التنمية المستدامة”، ويبدو من عنوان المؤتمر أنه يكتسي طابعا حقوقيا يتماشى مع توصيات المنتظم الدولي المتعلق بصيانة حقوق النساء وضمان مشاركتهن في الإنخراط في دينامية العصر الذي يعرف تحولات تكنولوجية وقانونية تبعا لها وتحديات تنموية هائلة، بما يفرض إيلاء النوازل والمستجدات كبيرالعناية بالتقنين القانوني للتحولات في علاقتها مع المرأة.

ألقت مريم المزوق، رئيسة الإتحاد النسائي العربي في السويد، كلمة إفتتاحية شددت فيها على أهمية تمكين المرأة العربية في ظل التحولات القانونية والتكنولوجية المتسارعة، مؤكدة ان المؤتمر يهدف إلى مناقشة القضايا المحورية التي تواجه المرأة، ولاسيما في ظل الرقمنة والتطورات القانونية الجديدة، مشيرة إلى ان التكنولوجيا الحديثة أصبحت جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية، مما يستوجب تمكين المرأة من إستخدامها بفعالية لتعزيز دورها الإجتماعي والإقتصادي والسياسي. ومن جهة أخرى، أكدت الرئيسة على ضرورة تطوير السياسات والتشريعات التي تضمن حقوق المرأة وتكافؤ الفرص، وتحميها من أي تمييز أو تهميش في مختلف المجالات.

وفي سياق الجلسة الإفتتاحية، شدد كريم مدرك سفير المملكة المغربية في السويد على أهمية إنعقاد هذا المؤتمر في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه المرأة المغربية والعربية والعالمية في عصر الرقمنة والعولمة ووسائل التواصل الإجتماعي. مؤكدا ان تمكين المرأة وتعزيز أدوارها في المجتمع يُعدان من الأولويات التي يعمل المغرب على تحقيقها من خلال تحديث القوانين وتعزيز المشاركة النسائية في مختلف القطاعات. كما سلط الضوء على الجهود التي تبذلها المملكة في مجال المساواة بين الجنسين، والتطورات القانونية التي تهدف إلى تحسين وضع المرأة وتعزيز حقوقها.

كما أشار السفير إلى العلاقات الثنائية المغربية ـ السويدية، مؤكدا حرص المغرب على تطويرهذه العلاقات وتقويتها بتعزيز التعاون المشترك في مجالات متعددة، من بينها دعم المرأة، والتعاون في التنمية المستدامة، وتعزيز فرص تبادل الخبرات والتجارب بين البلدين. مُعربا في كلمته عن تقديم  خالص العزاء والمواساة من المملكة المغربية للشعب السويدي ولعائلات ضحايا الحادث المأساوي  الذي وقع في مدرسة ” أوربرو”، مشددا على إدانة المغرب القاطعة لكل أشكال العنف والتطرف، ووقوفه إلى جانب القيم الإنسانية التي تدعو إلى التسامح والسلام. وفي ختام كلمة السفير، كريم مدرك، أجاب بحنكة ولباقة ودقة، عن أسئلة الحاضرين حول مختلف الجوانب التي تتعلق بالمرأة المغربية في علاقة مع موضوع المؤتمر.

هذا، وقد عرف المؤتمر مداخلات غنية وتفاعل إيجابي جسَّدَ الحوار البنَّاء بين جُل المتدخلين والفرقاء من مختلف الجنسيات والمواقع الحكومية والمدنية والأممية، ما برهن على أن اللقاء له وزن دولي مؤثر تمخضت عنه توصيات هامة أثرتها الأفكار والملاحظات المقدمة من لدن العديد من الخبيرات والمتخصصات في قضايا المرأة، حيث قدمت مجموعة من النساء الرائدات محاضرات تناولت المحاور الرئيسية للمؤتمر، ومن المُشاركات البارزات الدكتورة رشيدة أحفوظ، المحامية والقاضية السابقة، التي سلطت الضوء على الإصلاحات القانونية المتعلقة بحقوق المرأة المغربية والتحديات القانونية في ظل الرقمنة، مؤكدة على أهمية تحديث القوانين لتتماشى مع هذا التطور، لاسيما فيما يتعلق بحماية الحقوق الشخصية، وضمان المساواة في الفرص، وتعزيز دورالمرأة في المجالات الإقتصادية والإجتماعية.

ومن بين المشاركات البارزات أيضا، أدين صمدي، رئيسة مراكز مكافحة العنف ضد النساء في السويد، التي ناقشت موضوع العنف ضد المرأة والآليات القانونية لحمايتها. و،سيسيليا إلفين، عضوة البرلمان السويدي، التي ركزت على تجارب المرأة في العمل السياسي وصُنع القرار. فيما قدمت الدكتورة، سوزان القليني، الأكاديمية والإعلامية وعضوة المجلس القومي للمرأة في مصر، مداخلة تناولت دورالإعلام في تعزيز قضايا المرأة في العصر الرقمي، وأهمية إستثمار التكنولوجيا الحديثة لنشر الوعي وتعزيز المساواة. ومن جانبه أعرب، بينغت نيلسون، المسؤول في وزارة المساواة بين الجنسين في السويد، في كلمة محورية عن أهمية المساواة وتكافؤ الفرص في المجتمع السويدي.