يشهد حزب التقدم والاشتراكية حالات غليان وغضب في صفوف جانب من أعضائه، ممن تم منعهم من التعبير عن تجاوزات تنظيمية في أفق عقد المؤتمر الوطني المقبل بعد أيام قليلة.
وعلمت “أصداء المغرب العربي” بسعي رفاق الأمين العام بنعبد الله على تكميم أفواه الغاضبين قبل موعد المؤتمر. وليست هذه أول مرة يتم فيها خنق التيار المعارض، وهو ما حصل قبل وأثناء المؤتمر العاشر بمراكش. ويتكرر نفس السيناريو اليوم في أفق المؤتمر الـ11 ببوزنيقة أيام 11 و12 و13 نونبر الجاري، تحت شعار “البديل الديموقراطي التقدمي”.
ولم يتطرق أعضاء المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية المنعقد أمس إلى هذه الحالات من الغليان والرفض التي تعرفها قواعد الـPPS واكتفي بلاغ للحزب عقب هذا الاجتماع بتغطية الشمس بالغربال من خلال الإشارة إلى أن الحزب “اتخذ عدداً من التدابير، على جميع هذه المستويات، من أجل ضمان شروط التئام المؤتمر في أفضل الظروف، بما يجعله محطة سياسية وإشعاعية متميزة في مسار الحزب.” وعلى نقيض هذا الكلام، يشجب منشقون عن حزب التقدم والاشتراكية، ما قام به الأمين العام نبيل بن عبد الله، بتواطؤ مكشوف مع إدارة “نادي الصحافة المغرب” في شخص المذيع رشيد الصباحي. ذلك أن هذا الأخير بعدما وافق على وضع مقر نادي الصحافة رهن إشارة المنشقين لعقد ندوة صحفية يكشفون فيها للرأي العام حقيقة ما يجري في كواليس التنظيم للمؤتمر، عاد المذيع الصباحي ليتراجع في الدقائق الأخيرة قبل الندوة، ليغلق باب النادي، بتعليمات من الأمين العام بنعبد الله. ولتفادي الحرج أغلق الصباحي هاتفه في وجه المتصلين به من قبل الغاضبين.
وبعد ذلك، ربط المنشقون الاتصال بشخص ما يزال له تأثير على نادي الصحافة منذ أيام مؤسسه ورئيسه الراحل أحمد الزايدي، هو عمر أوشن الذي تشتغل زوجته مع الفريق البرلماني للتقدم والاشتراكية، لكن أوشن (وتعني تسميته بالأمازيغية الذئب) لم ينفعهم بشيء، مما زاد المنشقين الغاضبين تضييقا على حريتهم في التعبير، وتم منع تنظيم ندوتهم الصحفية بنادي الصحافة بالمغرب.
أمام هذا الوضع، اضطر المنشقون إلى الاكتفاء بتقديم تصريحات صحفية لعدد هائل من المنابر الإعلامية التي حجت لتغطية هذا الحدث، وذلك في الشارع، خارج مقر النادي المغلق.
وأوضح المنشقون عن التقدم والاشتراكية، أن الأمين العام هو من منع هذه الندوة مخافة أن يكشف من يخالفونه الرأي التخبطات والاختلالات التي يعرفها الحزب.
وخلف هذا التضييق على المعارضين لبنعبد الله ومصادرة حقهم في التعبير في ندوة صحفية استياءً، ضد القائمين الحاليين على نادي الصحافة بالمغرب، لمشاركتهم في هذه المهزلة، التي تخالف المبادئ والقيم التي أَسّس عليها الراحل الزايدي هذا النادي، والدور الكبير الذي كان يلعبه في تنوير الرأي العام والكشف عن الفساد. شتان ما بين اليوم والأمس.
يذكر، أنه بعد هذا المنع، تم تكريم المذيع الصباحي، من قبل الأمانة العامة لحزب التقدم والاشتراكية ضمن عدد من صحافيي الحزب.
وتبقى دواعي تكريم الصباحي غير معروفة (انظر الصورة اسفله) ، إن لم تكن طاعته لأوامر زعيمه بنعبد الله. ومعروف عن الصباحي عدم انضباطه لأخلاقيات مهنة الصحافة، باعتباره مدير نشر موقع ” كش24 ” بمراكش، اتهمته مسؤولة بالابتزاز ، هذه الأخيرة قدمت ضده شكاية للمجلس الوطني للصحافة، مما جر على الصباحي إشهار انذار شديد التوبيخ في حقه جراء هذا الخطأ الفادح.