أوروبا بين الخذلان الأمريكي والتهديد الروسي
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية لوكالة ” فرانس برس” أن ” أوروبا و أوكرانيا تواجهان لحظة حاسمة “، بينما صرّح الرئيس الفرنسي ماكرون أن ” مستقبل القارة الأوروبية يجب ان يتحدد بها وليس في واشنطن أو موسكو” مشددا على الإستقلال في مجالي الدفاع والأمن، يأتي ذلك في وقت تزيد فيه الولايات المتحدة و روسيا من إتصالاتهما الثنائية بشأن السلام في اوكرانيا، في تهميش واضح لحكومة كييف وللدول الأوروبية من طاولة المفاوضات.
وفي سياق متصل، قال رئيس وزراء بولندا، البلد اللاحق لسد شهية الغزو الروسي، ” أوروبا ستتسلح بحكمة وسرعة أكثر من روسيا لأنه علينا الدخول في سباق تسلح مع موسكو والفوز به.”
تركيا تعرض خدماتها الأمنية على أوروبا
نقلت ” فايننشال تايمز” تصريح هاكان فيدان ، وزير الخارجية التركية والخليفة المحتمل لرجب طيب اردوغان، الذي جاء فيه:
” تركيا تريد ان تكون جزءا من أي بنية أمنية أوروبية جديدة إذا إنهار حلف شمال الأطلسي”.
يذكر أن انقلاب الموقف الأمريكي بشأن الملف الأوكراني، والتقارب الثنائي بين واشنطن و موسكو، يهدد إستمرارية حلف شمال الأطلسي، وقد يدفع القارة العجوز إلى إنشاء هيكل عسكري خاص بها بديلا لحلف ” النيتو” المؤسس على خلفية الحرب الباردة مع المعسكر الإشتراكي.
المظلة النووية الفرنسية
دعا إيمانويل ماكرون ـ الذي يكثف من تحركاته وتصريحاته في هذه الأيام ـ إلى فتح نقاش إستراتيجي أوروبي أوروبي حول المظلة النووية الفرنسية لحماية أوروبا.، ويبدو أن باريس تقود الدول الأوربية بعد تباعد موقف الحليف الأمريكي التقليدي بشأن اوكرانيا، وتهديد ترامب بشن حرب تجارية قاسية على الإقتصاد الأوربي عبر فرض رسوم جمركية مرتفعة، ومعلوم ان بريطانيا قوة نووية أيضا، غير أن خروج لندن من منظومة الإتحاد الأوروبي بسبب إستفتاء “بريكست” جعل فرنسا تعود إلى ميراثها الديغولي (شارل ديغول الذي كان ضد الهيمنة الأمريكية على القرار الأوروبي). وقال ماكرون: ” نحن لدينا الردع النووي، وهذا يحمينا اكثر من جيراننا “.