كشف الأمين العام لحزب العدالة والتنمية اليوم السبت بمدينة بوزنيقة عن طبيعة المشاكل التي ما تزال تعرقل تشكيل الحكومة المقبلة التي طال انتظارها منذ شهر أكتوبر الماضي.
وأوضح بن كيران خلال تلاوته للتقرير السياسي في اجتماع أعضاء المجلس الوطني للحزب أن “المعركة اليوم ليست، كما يريد البعض أن يصورها، معركة ايديولوجية بين تقدميين حداثيين ورجعيين إسلاميين وإنما المعركة اليوم هي بين من يسعى إلى تكريس الاختيار الديمقراطي واحترام الإرادة الشعبية ومواصلة الإصلاح وبين من يسعى إلى الالتفاف عليها”.
ووضع أعضاء المجلس الوطني للحزب في الصورة حول ما يمكن اعتباره عراقيل في طريق تشكيل الحكومة المنتظرة مشيرا إلى حزب باسمه فيما تحفظ عن كشف اسم الحزب المعرقل الثاني.
وقال بن كيران “وهنا لابد من الإشارة إلى المواقف المتناقضة والمتقلبة للكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، ففي الوقت الذي عبر في البداية عن استعداده لتسهيل مهمة تشكيل الحكومة، انخرط بعد ذلك في سلسلة من الاشتراطات والتناقضات”.
وأضاف بن كيران أن “الرأي العام يميز جيدا ويتساءل عن المنطق الدستوري أو السياسي الذي يجعل من المستساغ أن يصبح حزب لم تسعفه نتائجه الانتخابية يدعو إلى القفز على الدستور ويوقف مسار تشكيل الحكومة ويهدد بأن الحكومة إما أن تكون به أو لا تكون ويطرح نفسه كحزب ذي كفاءات لا يمكن أن تستقيم الحكومة إلا بها خصوصا في التوجه الإفريقي للدولة حاليا؟” والإشارة واضحة في اتجاه القائد الجديد لسفينة التجمع الوطني للأحرار.
وفي أطار ضرب خصوم العدالة والتنمية بوعي المغاربة ومحاكمة المعرقلين أمام الرأي العام، قال بن كيران “لقد شهدت السنة المنصرمة أمورا مشرقة في مسار البناء الديمقراطي ببلادنا وفي مشهدنا السياسي، حيث ارتفعت مناعة المواطنين ووعيهم ضد الأساليب التي سعت للتأثير في إرادتهم وتوجيه اختياراتهم
وهو دليل على حدوث تحولات إيجابية وكبيرة في طور التبلور داخل مجتمعنا وأن البعض لم يدرك أن زمن التوجيه والتأثير في اختيارات المواطنين قد ولى من خلال أدوات الضبط التقليدية. لم يدرك البعض كذلك مدى ارتفاع مستوى وعي المواطن وسهولة تداول المعلومة والصعوبة المتزايدة في ضبطها أو توجيهها.
لقد شهدت السنوات الأخيرة تناميا ملحوظا في وعي المواطن الذي هو أساس مهم من أسس التطور الديمقراطي للمجتمع، حيث أصبح المواطن حريصا ومتابعا لمصير صوته كما يدل على ذلك تتبعه لتفاصيل ويوميات مشاورات تشكيل الحكومة”
وإلى ذلك، بدا واضحا من كلام بن كيران المدعو لتشكيل الحكومة أنه يبقى وفيا لشركائه في التجربة الحكومية السابقة، أي رفقة التجمع الوطني للأحرار، والحركة الشعبية، والتقدم والاشتراكية، وحزب الاستقلال ايضا.