بحضور السيد محمد فطاح عامل إقليم خنيفرة ، ورئيس المجلس الإقليمي ومدير الوكالة الحضرية ، وممثل وزارة أعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة ، والسادة المنتخبون وممثلوا العديد من الإدارات والمصالح الخارجية تم امس الخميس 16 دجنبر 2021 بمقر عمالة إقليم خنيفرة عقد لقاء حول تتبع المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية لإقليم خنيفرة في إطار تنزيل برنامج عمل وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة الذي يتضمن محور تعميم تغطية التراب الوطني بوثائق التعمير إذ يعتبر المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية للإقليم اذاة التخطيط الحضري لرقعة ارضية تشمل جماعات حضرية وقروية تجمع بينها مكونات في المجالات الإقتصادية والتجارية والإجتماعية ، كما انها معبرة عن الإختيارات الأساسية والتوجهات المتعلقة بتهيئة المنطقة المستهدفة بحيث تعتبر المرشد الحقيقي للمبادرات العمومية سواء من طرف الدولة أو الجماعات الترابية المعنية لتنسيق أعمال التهيئة التي يقوم بها كل المتدخلين .
تعد الوثيقة التعميرية بمثابة آلية للتخطيط الحضري التي تحدد في أفق 25 سنة التوجهات الكبرى للتطور المدمج بإقليم خنيفرة ومناطق تأثيره المباشر من خلال وضع تصور وتخطيط عام لإستعمال الأرض وبرمجة التجهيزات الكبرى واعمال التهيئة التي تحدد ملامح النمو المستقبلي لهذا الإقليم ، كما تساهم في وضع برمجة شاملة للتنمية بالتنسيق بين برامج عمل الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات والمرافق العمومية فيما يخص أنشطة التهيئة وتجهيز الجماعات التابعة للنفوذ الترابي للإقليم وكذا الإطار المرجعي لتمركز الإستثمارات وتحديد مواقعها كأرضية اساسية ومرجعية في إعداد الوثائق التعميرية التنظيمية لمختلف مراكز جماعات الإقليم .
ومن خلال هذا الإجتماع أظهر المشاركون أن المخطط التوجيهي الذي تمت صياغة تصوره بتحديد الإشكاليات الحالية التي يعرفها الإقليم من خلال القيام بتحليل تشخيصي لمجال الدراسة الذي مكن من إستخراج العديد من التحديات التي تعترض تنميته على المستوى الإجتماعي والإقتصادي والبيئي ، كما أكد المشاركون على الأخذ بعين الإعتبار التوازن الذي يجب تحقيقه بين التوسع العمراني ومكوناته وبين تحري الحفاظ على ما يزخر به الإقليم بناء على مناطقه الطبيعية والتاريخية والتراثية مما سيمكنه من دينامية تبعا للإمكانيات المتوفرة به ولتعزيز وضعه الإجتماعي والإقتصادي ومكانته بالجهة ، كما أجمع المشاركون على أن المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية لإقليم خنيفرة يتمحور في اربعة مبادئ اساسية تتجلى في التموقع الإقتصادي لمجال الإقليم ضمن المجال الطبيعي الذي الذي يعمل على المحافظة على المكونات البيئية من خلال تثمين وتدبير إستدامة الموارد وأن مجال الدراسة يجب أن يتوفر على صورة ضمن مجال مستقطب ومنفتح غير معزول للربط والإدماج بين التنمية المجالية والبشرية ، وان مبادئ التهيئة تعمل على التمازج والإدماج الحضري بهدف خلق توازن للوظائف الحضرية من خلال منظومة تراتبية متوازنة لربط التنمية المجالية بالتنمية البشرية وجعل الإنسان في قلب كل إستراتيجية للتدخل لإجل إنعاش وتثمين المكونات الثقافية لتدبير مسؤول ومستدام للموروث الإيكولوجي الطبيعي للإقليم .
أبدى هذا اللقاء معالم تصور إستشرافي للخمس والعشرين سنة وكيف سيكون خلالها الإقليم بطاقاته ومؤهلاته وعدد من المشاريع المهيكلة وأهمها فك العزلة عن الإقليم بإقتراح مسارات طرقية مزدوجة سريعة على المستوى الغربي مابين أبي الجعد وخنيفرة وعلى المستوى الأفقي بين خنيفرة ومكناس والجانب الشمالي لتمكين الإقليم من إبراز طاقاته وعلى ان مابين القطاعات الواعدة والتي تتمحور حولها كل التركيزات قطاعين إثنين على الأخص وهما قطاع التعليم العالي وإقتصاد المعرفة إلى جانب السياحة الإيكولوجية كمرحلة بناء تستوعب المدن والقرى بإعتماد مفهوم المراكز الصاعدة لبناء تنمية قروية مندمجة بثلاثة عشر مركزا .
فريد نعناع / أصداء المغرب العربي .