بالرغم من كون العديد من الخبراء والعارفين بخبايا ما يجري ويدور في القطر الليبي لا يعلقون أملا يذكر في كل طاولات التفاوض المنعقدة في المغرب وخارج المغرب لكون الوضع الميداني في ليبيا تجاوز مرحلة الفلتان وأن القوى المسيطرة على الميدان الليبي لا علاقة لها بما يجري في دهاليز المفاوضات السياسية, فإن التناقض هو السمة البارزة التي وصمت تصريحات المشاركين في لقاءات الصخيرات, فبينما اعتبر بعضهم وهم يغادرون قاعة الاجتماعات أن النكسة هي المحصلة و أن قرار اتفاق حول حل معين هو بمثابة سراب ورابع المستحيلات, يذهب المفوض الأممي إلى عكس ذلك مؤكدا على إيجابيات الأجواء ومشيرا أنه لم يسبق للفرقاء أن أوشكت على الاتفاق مثل هذا الإجتماع الأخير.
وللإشارة فإن هذا المفوض الأممي قد مددت له مدة 20 يوما لمواصلة الإشراف على التفاوض قبل تعويضه بمستشار جديد تروج أخبار عن كونه ألماني.
ومهما يكن فإن الوضع في ليبيا أصبح مثالا للتردي وللخطورة كما جاء على لسان الرئيس السوري بوتين الذي أكد أنه لولا الدعم العسكري الروسي لسوريا لكان الوضع بها أخطر من ليبيا, وهذا يؤكد حجم الخطورة في هذا البلد الذي أرادت له أجندات خارجية أن يغرق في اللااستقرار بغية استغلال مقدراته الهائلة, ووضع كهذا لا يمكن إلا أن يذهب بالفرقاء الليبيين إلى تقدير المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقهم للخروج ببلادهم من هذا الوضع المتردي الذي هو في العمق لا يخدم البتة الشعب الليبي بقدر ما يخدم مصالح و أطماع القوى الخارجية التي لحد الان غير مستعجلة بحل لهذا البلد المغاربي …