بقلم / ذ.الادريسي الاندلسي
قررت أن استقل القطار للوصول لمطار محمد الخامس فندمت . الأمر يتعلق بالدخول من محطة القطار إلى صالة المطار لكي تتجه مباشرة إلى قاعة التسجيل و الحصول على وثيقة الصعود إلى الطائرة. . قبل أن تدخل إلى بهو الإستقبال عليك أن تتحلى بالصبر و الدعاء على أن لا يتم إغلاق الرحلة التي تنوي استخدامها للوصول إلى وجهتك. تتخذ جميع الاحتياطات للوصول إلى المطار عبر أسرع وسيلة و هي القطار. و يفضل غيرك إستعمال سيارته أو وسيلة أخرى و يصل قبلك إلى المجال المخصص للتسجيل و إيداع الأمتعة. و قد يستقبلك أحد موظفي المطار بحنو و تعاطف و إبتسامة مفسرا لك أنك لن تتمكن من السفر عبر الرحلة التي حجزت عليها. و قد تلغى بطاقة سفرك و تكون مضطرا لدفع مبلغ آخر لاقتناء تذكرة جديدة.
وصلت إلى محطة القطار قبل أكثر من ساعة من الموعد المحدد لإتمام إجراءات التسجيل للتنقل في الرحلة المسجلة على التذكرة. و حين تصل إلى محطة مطار محمد الخامس السككية تجد نفسك في طابور طويل ضمن مئات المسافرين الذين كانوا معك في القطار.
ما الأمر و لماذا هذا الإيقاع البطيء في الوصول إلى محطة التسجيل. بوابة واحدة خصصتها إدارة المطار للتأكد من إحترام إجراءات الأمن. من منا لا يطمئن للأداء الأمني بمطاراتنا. المشكل في تنظيم علاقة إدارة المطار و إدارة السكك الحديدية من أجل ضمان ولوج أمني و سهل و مضمون و سلس إلى المطار. أما أن يصل المسافر إلى هذا المطار و لا يتمكن من الوصول إلى منطقة التسجيل في وقت معقول فهذا غير معقول. و إذا ضاعت تذكرة سفره بحجة وصوله المتأخر ” و غير المبرر حسب رأي أصحاب القرار ” فإن الباب مفتوح للشكاية التي لن توصلك إلى أي حل مرتجى. المشكل قد يرجع للتصميم و لخطء ذلك المعماري الذي ظن أن عدد المسافرين عبر القطار القاصد للمطار لن يتجاوز العشرات. و الخطأ الأكبر قد يعود لإدارة المطار التي لم تقم بأي عمل لتوسيع منطقة التفتيش الأمني و تمكين أجهزة الشرطة من أداء مهماتها في ظروف عادية. لو توفرت هذه الظروف و ظلت بوابة واحدة هي المدخل لكان اللوم على إدارة الأمن.
و حتى ان كنت محظوظا في حالات الازدحام و تمكنت من الوصول إلى القاعة المخصصة للولوج إلى حافلات الوصول إلى الطائرة، فإن نفس الإجراء الأمني الذي مررت به ينتظرك. أصبحت مقتنعا أن الحزام ” أي الصمتة” و بعض الاحذية و حتى بعض الأدوية لا يجب أن تصاحبك خلال السفر. نعم يجب تكثيف المراقبة و تحسين و تجويد تقنياتها و لكن هذا يجب أن تتم مصاحبته بتخفيف الضغط على المسافر.
مطارنا الدولي الأكبر يعيش على إيقاع بطيء في مجال تطوير خدماته. قد تكون محظوظا للوصول إلى الطائرة في إحدى الرحلات الدولية و لكن يجب عليك أن تتحلى بصبر أيوب عند سفرك للجهات أخرى و خصوصا الرحلات الداخلية. و أنت متجه إلى أكادير أو العيون أو طنجة أو الداخلة أو وجدة…فعليك أن تقطع مسافة يقوى على عبورها من له القدرة على ذلك. من تعود على السفر يعرف أن المطارات الدولية تتجهز بطرق تسهل التنقل على المسافر. بعض مطاراتنا لا تقوى حتى على مجاراة بعض الأسواق الكبرى في مدننا الكبرى. نذكر فقط فهل من مسؤول سيتذكر و يقوم بواجبه. تراكمت الاستثمارات في أكبر مطاراتنا و لكن جودة الخدمات و سهولة التنقل داخله لم تصل بعد إلى مستوى الجهد الإستثماري