من أغرب الغرائب و أعجب العجائب ما أظهرته بعض وسائل الإعلام الجزائرية من مستوى إعلامي متدني إلى حد الاندحار وهي تحاول عبر هذه الوقفة المختلة أن تدعم من سمتها إحدى المناضلات الصحراوية وهي في وضعية إضراب عن الطعام بعدما فقدت ابنها الذي تتهم عبره القواة المغربية بتعذيبه إلى حد الوفاة.
هو عذر إذن وزلة في ذات الوقت, عذر من الغموض بمكان وزلة من الحماقة ما جعل الاعلام الجزائري يقع في “حيص بيص” ولك أن تقارن بين طبيعة العذر وحجم الزلة.
ولسنا هاهنا لمناقشة موضوع العداء الجزائري الرسمي للمغرب, فهو بات معلوما ومعروفا لدى القاصي والداني, كما الكل يعلم ان الجزائر لا تدخر جهدا في البحث عن كل الممكنات والمستحيلات للإساءة للمغرب لكن في كل مرة يصدق عليها المثل المغربي القائل ” لي حفر شي حفرة…”
حجم الكارثة بالنسبة للإعلام الجزائري كان كبيرا, إذ كيف يتجند هذا الإعلام لمساندة ادعاءات تسوقها إحدى المتاجرات بالسياسة عندا تسوق ادعاءات ضد المغرب فاقدة لكل أدلة وبيانات وحجج دامغة فيتبناها الإعلام الجزائري ضاربا عرض الحائط نزاهة الإعلام من حيث مصداقية الخبر والحجج والبراهين. ليكون الهدف الوحيد والاوحد هو استهداف المغرب والكيل له بتهم من هنا وهناك.
من جهة ثانية نتساءل إذا كان الاعلام الجزائري أو لنقل بعض المنابر الاعلامية الجزائرية قد تعاطفت مع ابن هذه المعتصمة, فأين ذات هذه المنابر من المئات والمئات الذين سقطوا بين قتيل وجريح في غرداية وفي وسط المحتجين على استعمال الصخور الغازية؟ لماذا تعاملت العديد من المنابر الاعلامية الجزائرية بتجاهل وسطحية, ليتضح بالملموس أن الاعلام الجزائري اختار العداء بدل المهنية وذلك مظهر من مظاهر الإندحار…