استقالة العماري بين الإقرار بالمسؤولية و التهرب منها

إذا كان الياس العماري قد اعتبر استقالته مفخرة له لكونها تزامنت مع متضمنات الخطاب الملكي الذي اعتبره كغيره من الخطابات القوية و ساخرا من المعنيين بالأمر لكونهم لم يتجاوبوا معه بتقديم استقالتهم و الانسحاب من مسؤوليات تسلموها بوساطات لا كفاءات.
و إذا كان زعيم حزب الجرار قد اعتبر استقالته من أمانة الحزب قرارا شخصيا حرا مستقلا و أن استقالته من رئاسة الجهة رهين بتقدير علاقته مع الشركاء، فإن ألف سؤال و سؤال يطرح نفسه بحدة و هو العارف أن الكل قد تجند بما فيها السلطة و بشكل مفضوح للدفع بحزبه إلى تبوء الصدارة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة وهو ما لم يحصل.
ومن جهة ثانية إذا كان العماري قد عبر عن استيائه من أداء قيادات حزبه الجماعيين و البرلمانيين فهذا يعكس اندحار الدور التأطيري للحزب و لكافة الاحزاب وهو ما لم يذكره في ندوته الصحافية على اعتبار أن من أهم أدوار المؤسسات السياسية هو تأطير المواطن و احتضان المواطن و تكوين المسير الجماعي و البرلماني وما إلى ذلك.
نعم حاول العماري أن يوحي أنه تجاوب مع الخطاب الملكي، و نعم أقر بفشله و من تمة وجب تحييده، وربما يسعى ليكون نموذجا و عبرة للآخرين الذين لا يهمهم في فشلهم لومة لائم، غير أنه ماذا سيكون عليه الحال لو تمكن الجرار من اكتساح ساحات الانتخابات الاخيرة و كان الياس العماري الآن رئيسا للحكومة فهل كنا لنجده يستقيل من قيادة حكومة لا تقدم و لا تؤخر، أم الأمر لا يعدو كونه زوبعة في فنجان؟؟؟