شطب المديونية الموريتانية الخارجية بما فيها الكويتية والوعد بالاستثمار في عدة مجالات اقتصادية في موريتانيا هو الثمن الذي حصلت عليه موريتانيا مقابل هبتها لنجدة السعودية من الوحل اليمني عبر إرسال 500 جندي موريتاني وما يزيد للقتال في الحرب البرية التي تورطت فيها السعودية في اليمن.
هذه الحرب المشتعلة في اليمن مند مدة باتت تثير العديد من الأسئلة حول جدواها والغاية منها وطبيعة مردوديتها سواء انتصر هذا الطرف أو ذاك, وباتت تعكس إلى أي جد وضل الإنحطاط العربي عندما باتت الدول العربية تسخر طاقاتها لمحاربة بعضها البعض و الإجهاز على الأرواح البريئة وعلى البنى التحتية الشيء الذي يزيد من تكريس الضعف العربي .
يقع هذا كذلك في الوقت الذي تشن أكبر الحملات الصهيونية على الأقصى بهدف تهويده وطمس معالمه واسرائيل تسابق الزمن من أجل تحقيق ذلك مستغلة الو ع العربي المتردي في اليمن وسوريا والعراق وليبيا وتساعدها من أجل ذلك قوى غربية عبر تكريس الفوضى الخلاقة في الرقعة العربية والعمل الدؤوب على الحيلولة دون استقرار الوضع في العالم العربي.
من هنا يتساءل المرء حول السر في جنوح العرب إلى الحروب وتشكيل الأحلاف ضد بعضهم البعض في وقت يدركون جميعا أنهم خاسرين كلهم و أن لا مستفيد من تلك الحروب والتشرذمات سوى إسرائيل ومن يسير في فلكها, وبالتالي لماذا لم يستثمر العرب ما يجمعهم من لغة ودين وعادات وقيم وتاريخ مشترك من أجل تعويض الدم بالحوار ؟
من هنا تكثر التساؤلات والتساؤلات التي تبقى معلقة غي وقت يبدو العزم وكل العزم على مواصلة سفك الدم العربي بالسلاح الغربي, ومشاركة الجيش الموريتاني وغير الموريتاني لن يحل الاشكال في اليمن, لأن الصراع في اليمن هو صراع أحلاف وتوجهات ليس اليمنيون وحدهم في الواجهة كما أن السعوديين ليسوا وحدهم فيها, بل اليمن حلبة لصراع النفوذ والمصالح والقوى التي لن تحقق أية انتصارات لا لهذا الطرف ولا لذاك بل الجميع خاسر و المنتصر الوحيد أعداء الأمة…