كان رد المحامي محمد زيان الذي يدافع عن قائد حراك الريف ناصر الزفزافي، قويا بخصوص ما نُسب له حول كونه من حرر رسالة لموكله، اثارت جدلا واسعا في المغرب بين من يقول انها ليست من تحرير المعتقل وبين من يقول انها من اعداد زيان في اطار وساطة.
ودافع المحامي زيان عن تلك الرسالة باعتبار انها لموكله مهما يكن كاتبها، وأفاد في ندوة صحفية مساء اليوم بمكتبه، وليس بمقر حزبه، ان ناصر الزفزافي اعترف ان هذه رسالته وأشهد في المحكمة على ذلك محامين، ممن وصفهم زيان بالمدسوسين، الذين يعملون لفائدة جهات بعينها، مضيفا أن رسالة الزفزافي متوازنة وأن صاحبها ليس خائنا وأنه وحدوي وأن اهداف الحراك اجتماعية واقتصادية.
وقال زيان بخصوص، تغير موقف موكله من ذات الرسالة أنه قبل خروجه الي لم يكن رافضا أي شيء، وذكر بما يتعرض له السجناء قبل وصولهم الى المحكمة، موضحا أنه يتم تعرية المعتقل من كل ملابسه، وأن من يشرف على ذلك ضابط سامي.
وأسهب زيان في ذكر أمور كثيرة، مهددا بمقاضاة أحزاب وصفت الريفيين والحراك بالنزعة الانفصالية، وهذه الاحزاب كلها حكومية وفي مقدمتها العدالة والتنمية، والأحرار، والتقدم والاشتراكية، والحركة الشعبية والاتحاد الدستوري، موضحا انه اذا لم ينصفنا القضاء المغربي، سنلجأ وقتذاك الى محكمة الجنايات الدولية. واضاف انه تم رفع 25 شكاية ضد احد ضباط الشرطة القضائية قام بتصرفات ضد المتظاهرين لا يمكن القبول بها.
الى ذلك قال إن الحكام في المغرب لم يستوعبوا بعد دروس الربيع العربي، دون ذكر أسماء بعينها، واصفا من يتحدث عنهم بالمقامرين والناهبين وأنهم يخططون للجهل والأمية. وفي مقارنته بين عهد سنوات الرصاص، والعهد الحالي، وصف سنوات الرصاص بالجنة وأن أجواءها أفضل من حريات هذا العهد. هذا الماضي كانوا فيه رجال، بينما اليوم كثر “الشمايت” على حد تعبيره، ويعني بالعبارة الإمعات.
ولم يفته ان يذكر بموقفه حول احترام المؤسسات، متسائلا بطريقته “اذا كنت احترمك.. فلماذا تريد ان انبطح”.
وقال إن الجهلاء يوجدون أيضا ضمن أعضاء الحكومة، متحدثا عن وزيرة قالت لشباب الريف، إنه تعذر عليها زيارتهم خلال رمضان، والعذر انها كانت صائمة، فيما رد عليها شاب ريفي في عقد الثاني، حسب زيان، انه كان صائما هو ايضا عندما كان يجتاز امتحانات الباكالويا، واستهجن عدم قدرة الوزيرة على ركوب الطائرة في رمضان.
ونوه زيان بأهل الريف، واصفا إياهم بأمة عظيمة ميزت جنوب الحوض المتوسطي. ورفض زيان اعتقال الناشطة والشابة سيليا لمجرد انها أوردت في أغنية لها عبارة “جلالة الشعب” وأن عازف القيتارة الذي كان معها حُكم عليه بعام ونصف سجنا. معلقا بقوله أن جلالة الملك يستمد جلالته من الشعب.
وانتقد زيان وهو الذي تقلد منصب اول حقيبة لوزارة حقوق الانسان في عهد الملك الراحل الحسن الثاني قبل أن يستقيل احتجاجا على تجاوزات حقوقية منتصف تسعينيات القرن الماضي، انتقد المصطفى الرميد وزير حقوق الانسان في الحكومة الحالية، قائلا لو اراد الافراج عن سيليا لفعل، مقارنا وجوده في الحكومة بالدودة الزائدة ليقلل من اهمية منصب حكومي غير فعال.
الحسين أبو أمين