تناولت السيدة الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر السيدة “جميلة المصلي” تحت قبة البرلمان في تعقيبها على أسئلة السادة النواب مساء يومه الثلاثاء، بخصوص إشكالية الولوج للمدارس والمعاهد العليا ذات الاستقبال المحدود ،
والتي تحظى باهتمام كبير من قبل الطلبة وأسرهم نظرا للمميزات والإمكانات التى تستأثر بها ، وجاء في معرض كلامها أن الوزارة تعتزم إلغاء المبارة كوسيلة للولوج إلى هذا الصنف من المدارس واعتماد مبدأ الانتقاء المسبق بناءا على النقط الأمر الذي خلف ردود أفعال متفاوتة بالساحة الجامعية وبالخصوص على مستوى التنظيمات الطلابية ولدى التلاميذ الناجحين بالباكالوريا وعلى إثر هذا الحدث أكد الأستاذ “محمد بنساسي” رئيس الإتحاد العام لطلبة المغرب أن ماتعتزم الوزارة القيام به يتنافى مع المقتضى الدستوري الذي يقضي بالمساواة وتكافؤ الفرص بين أبناء هذا الوطن ولا يجوز مطلقا للسيدة الوزيرة المعينة في آخر نسخة حكومية حرمان أبناء الشعب من الولوج إلى مثل هذه المدارس وأضاف رئيس الاتحاد العام لطلبة المغرب أننا نؤمن بأن أسلوب المبارة هو الطريق الأسلم للولوج إلى المدارس والمعاهد العليا ولا حاجة لنا لأساليب أخرى تكرس الطبقية والنخبوية بين أبناء الشعب.
وأبرز المسؤول الطلابي في فحوى تصريحه بخصوص منظومة التعليم بشكل عام موصفا بكونها تعيش تراجع خطير واستفحال في عهد هذه الحكومة حيث أشار إلى مظاهر الفساد المستشري في جل الجامعات وخاصة منها ذات الاستقطاب المفتوح حيث غياب الرقابة والمتابعة والمحاسبة فتح الباب أمام بعض المرتزقة للتلاعب في الأموال العامة والبيع والشراء في تطلعات و آمال وانتظارات الطلبة من خلال مساطر مجحفة ومعقدة ترهق مسار الطالب وأهله.
وطالب رئيس الإتحاد الوزارة الوصية في أن تعيد النظر بشكل عاجل في المساطر و الشروط والإجراءات القاسية والمعقدة المعتمدة في الولوج إلى المدارس والمعاهد العليا وفتح أبوابها أمام أكبر عدد ممكن من الطلبة في جو من الشفافية والمصداقية والوضوح وأسلوب المبارة هو الفاصل بينهم وأضاف بنساسي أننا اليوم في أمس الحاجة إلى المدارس والمعاهد ذات الإستقبال المحدود وخاصة في ظل التقهقر الذي يكتنف الجامعات ذات الإستقبال المفتوح.
وأعاب بنساسي على السيدة الوزيرة التي لحد الآن لم يسند لها أي ملف داخل الوزارة وأصبحت ترمي بتصريحات ذات اليمين وذات الشمال بشكل عشوائي دون مقاربة موضوعية واقعية علمية منبثقة من الخصوصيات والتفاصيل التي تعرفها منظومتنا التعليمية الأمر الذي يدل بالملموس على أنها غير ملمة بمواطن الخلل و بمكامن القصور التي تكتنف منظومة التعليم ببلادنا.
وأردف “بنساسي” أنه كان على السيدة الوزيرة القيام بالتشاور وفتح حوار جاد و مسؤول مع النقابات الطلابية لتدلو بدلوها في هذه الإشكالية لأنها تمس بشكل مباشر الطالب قبل أي طرف آخر ولا يجب أن تعتمد منطق الارتجال والإقصاء الذي أضحى اللازمة الأساسية المعتمدة في عمل الوزارة كما أن أي إصلاح لا يمكن أن يعطي ثماره بدون مقاربة تشاركية حقيقية تحترم كل الأطراف دون حيف أو تميز مضيفا في ذات السياق على أن هذه الإشكالية تتطلب حكمة وتبصر في التعاطي معها نظرا لحساسيتها والإصلاح السطحي الميكانيكي لن يجد مجاله في هذا الموضوع.
-وأوضح المسؤول الطلابي في تصريحه عدة إشكالات مستنبطة من واقعنا المر تؤكد بالملموس عدم ملائمة نظام الانتقاء المسبق مع عملية الولوج إلى المدارس ذات الاستقطاب المحدود حيث أشار إلى أن هناك تباين واضح وجلي في الخدمات والإمكانات المقدمة من قبل الدولة لفائدة قطاع التعليم الأساسي على مستوى الأكاديميات والنيابات الموزعة على الجهات والأقاليم والجماعات حيث غالبا ما نجدها متفاوتة مم يطرح إشكال عريض حول مامدى تكافؤ وتساوي الخدمات المقدمة للتلاميذ على مستوى كل جهة على حدى على إعتبار أن هناك مدارس في القرى والمداشر لا تتوفر حتى على الحد الأدنى من الإمكانات البشرية من أساتذة و أطر إدارية وتربوية وتجهيزات أساسية المتمثلة في البنية التحتية للمؤسسة مما ينعكس الأمر سلباً على التلميذ (ة) المنتمي لذات المؤسسة وإلى جانب هذا نجد كذلك المناهج الدراسية المعتمدة في مدارس القطاع الخاص ليست هي نفسها المعتمدة في المؤسسات العمومية ناهيك عن النقط و النتائج النهائية بالمدارس الخاصة التي غالبا ما تتحكم فيها اعتبارات أخرى وهذا ما يفسر ارتفاعها دائما والتي ليست بالضرورة هي نفسها المعتمدة في المدارس العمومية.
الزهرة لحيان / أصداء المغرب العربي