عندما أسقطت تركيا الطائرة الروسية و بلغت الأزمة معها مبلغا ما كانت لتجرؤ الدخول إلى الأراضي السورية. وعندما انقلب السحر على الساحر و خسرت تركيا استثمارها في الارهاب و رهانها على إسقاط النظام السوري، ما كان لأردوغان سوى أن يطأطئ الرأس أمام الدب الروسي ويستغل ما بقي من الوقت لإنقاذ حدوده من التواجد الكردي.
وهناك من يعتبر التدخل التركي في سوريا بمثابة إغراق لها في الوحل السوري لكن هذا غير صحيح، فالتدخل ذاك مدروس وجاء بضوء أخضر من موسكو وواشنطن و أبدا لم يكن التجاوز التركي للأراضي السورية قرارا تركيا محضا.
لقد اقتنعت تركيا متأخرة بخمس سنوات و ما يزيد من عدم إمكانية سقوط بشار الأسد المدعوم روسيا و عراقيا و إيرانيا وهذا ما حدا بعدد من المسؤولين الأتراك الإقرار بأهمية تواجد الأسد في أي حل سياسي في سوريا. من هنا تعتبر كل من روسيا و أمريكا أن السماح لتركيا بملاحقة الأكراد وعدم السماح لهم بالاستقرار في منبج على الحدود التركية هو يدخل في باب إنقاد ماء وجه تركيا و شيء تربحه من كل خسائرها الفادحة مند خمس سنوات خلت، على أن تلتزم هي الأخرى بتغيير نهجها الداعم للمسلحين العابرين لحدودها نحو سوريا…