على المغاربة رفع شعار التحدّي أمام كل المنتخبات الإفريقية

يعقد الشارع الرياضي المغربي مرة أخرى كل الآمال على المنتخب الوطني لكرة القدم ويراهن عليه لتحقيق نتائج مشرفة في دورة كأس أمم إفريقيا 2017 التي ستقام بالغابون ابتداء من الرابع عشر من .يناير إلى غاية الخامس من فبراير

وأوقعت القرعة المنتخب المغربي في المجموعة الثالثة إلى جانب كل من الساحل العاج (حامل اللقب) والكونغو الديمقراطية بالإضافة إلى صقور منتخب التوغو. مجموعة قال عنها الناخب الوطني هيرفي ”.رونار أنّها “صعبة نظرًا لقوة المنتخبات التي ستواجه المغرب

ومن جهتم، فإنه من الواجب على العناصر الوطنية، بمساعدة الطاقم التقني، تَبنِّي عقلية جديدة إن هم أرادوا تحقيق إنجاز مُشرِّف بكأس إفريقيا. وذلك باستحضار التجارب السابقة للنخبة الوطنية بالمسابقات الإفريقية واستخلاص العبر من الأخطاء التي كلّفت المغاربة غاليًا ولطالما كانت سببًا في إخفاقات .متكرِّرة

كما يجب الأخذ بعين الاعتبار حقيقة أن الطقوس الإفريقية لا تعترف باللعب النظيف أو احترام الخصم .في إطار الروح الرياضية وتكافؤ الفرص ولعلّ الدورات السابقة يمكن أن تُعتبر دليل على ذلك

ومن الضّروري التّسلّح بعقلية الفوز وهي العقلية التي دائمًا ما تغيب عن ذهن اللاعب المغربي بصفة عامة ممّا يجعله يتقبّل الهزيمة بسهولة على أساس أنّها القاعدة في حين يستغرب للنّجاح باعتباره مُجرَّد .استثناء

وهنا يظهر دور المدرب هيرفي رونار، الذي تُعقد عليه آمالًا كبيرة من طرف المغاربة، من أجل إعادة  تلك الروح الجماعية والحس الوطني لدى اللاعبين لكي يقدموا أفضل ما لديهم لتجاوز عقبات الأدغال .الإفريقية التي لا تمت للأجواء الأوروبية بصلة

وكما يعرف الجميع، فجُلّ لاعبي المنتخب الوطني يمارسون في دوريات أوروبية محترفة تنشط في أجواء مختلفة تمامًا عن الطقوس الإفريقية. ولطالما كان هذا المعطى أحد أكبر المشاكل التي ساهمت في .إقصاء مُبكّر للمغرب في مشاركاته القارية

وبالتالي، فمن الواجب على المدرب الوطني وكذا طاقمه التقني إعداد اللاعبين ذهنيًا لإدراك هذا المعطى والتعامل معه برزانة لتفادى التأثير السلبي الذي من شأنه أن يُبعثر حسابات الفريق. كما يجب العمل من أجل القضاء على عقدة النقص المتفشية داخل صفوف المنتخب المغربي والتركيز على إمكانياتنا بدلًا من .الشعور بالرهبة اتجاه الخصم ممّ يؤدّي إلى احترام زائد لم ولن يخدم مصالحنا

ولعلّ تجارب المنتخب المصري في نسخ 2006 و2008 و2010 تُعتبر من أنجح وأقوى التجارب على الصعيد القاري التي يُمكن للمغرب الاعتماد عليها ودراستها لاستخلاص عِبَر ودروس من شأنِها أن .تُعطي إضافة مُهِمّة من النّاحية الذهنية وحتى المعنوية

وممّا لا شك فيه أن التجربة المصرية اعتمدت بالأساس على الجانب الذهني بالدرجة الأولى وأعطته أهمية موازية لأهمية الجانب البدني الذي يُعتبر جزء لا يتجزأ من الاستعدادات لأي مسابقة رياضية أيًّا .كانت طبيعتها

كما أنّ المصريين تمكّنوا من التمييز بين عقلية الأندية والدوريات الوطنية وفلسفة المنتخب الوطني والمسابقات القارية من قيمة كأس إفريقيا للأمم واعتمدوا على تطوير الجانب الذهني والروح القتالية الجماعية عِوض التركيز على الإمكانيات الفردية والبدنية فقط والنتائج كانت ملحمية في ثلاث دورات إفريقية متتالية الشيء الذي رفع رصيد المنتخب المصري إلى 7 كؤوس إفريقية وهذا رقم قياسي .وتاريخي

فلا ضير في الاشتغال على نموذج منتخب آخر ناجح ومحاولة السير على خطاه من خلال دراسة فلسفته ومنهجه داخل وخارج الميدان، خصوصًا أن الإخفاق أصبح من اختصاصنا وحان الوقت لكي ندير ظهرنا لهذه العادة السلبية وتبنّي فلسفة كروية جديدة وفعّالة للعودة للواجهة من أوسع الأبواب بدلًا من .ترديد تلك الأسطوانة المشروخة بعد كل إقصاء وإخفاق وهزيمة

لدى المنتخب المغربي من الإمكانيات ما يُخوّل له الذهاب لأبعد نقطة ممكنة في المحافل القارية، تنقُصنا فقط تلك الشّرارة التي إن أُشعِلت قد تحرق إفريقيا بِلهيب مغربي يحصد كل شيء على مرأى وهذه .الشّرارة هي ببساطة تلك الروح التي قادت منتخبات من قبلنا لتحقيق إنجازات غير مسبوقة

و للإشارة، فالمغرب سيواجه الساحل العاج في الثاني عشر من شهر نونبر المقبل بمدينة مراكش برسم إقصائيات كأس العالم 2018 وهذه فرصة من ذهب للمغاربة للوقوف على مدى جاهزية منتخبنا وكذا تحليل نقاط قوة وضعف رفاق جرفينيو قبل السّجال المرتقب بين المنتخبين في الجولة الثالثة من الدور .الأول لكـأس أمم إفريقيا غابون 2017

ومن الضروري عدم إقصاء منتخبي الكونغو والتوغو من الحسابات ويجب أخذهما بعين الاعتبار أيضًا. فالدّورات السّابقة أكّدت بالملموس أن كل منتخب، بصرف النظر عن مستواه ومشاكله، قادر على قلب .الطاولة وخلق المفاجأة على حساب أقوى المنتخبات

وبالتالي، وجب على المغاربة رفع شعار التحدّي أمام كل المنتخبات والتّسلح بالقتالية والواقعية فلا شيء .غير ذلك يصلح لمقارعة كبار القارة السمراء

بقلم محمد لعلج

تصوير : محسن المهدي