لسنا هاهنا لنخوض في تبعات إقدام بعض الجنود الموريتانيين على رفع علم بلادهم في منطقة الكويرة مع اعتباره عملا منبوذا ومرفوضا طبقا للأعراف والمواثيق, لكن الحال بنا للرد على بعض الأقلام المأجورة التي اعتمدت التحامل على المغرب من باب إشفاء غليل الحقد البادي والدفين, عندما عرض أحد المنابر الجزائرية موقفا لأحد أقلامها البديئة والتي تجرأت على المغرب والمغاربة عندما نعتهم بالصراصير.
اعتبر هذا الباعوض الأعمى وهو موريتاني “عدو الله ولد أحمد” أن الكويرة بلده, و أن رفع العلم الموريتاني على سمائها إجراء مشروع متناسيا أن هكذا موقف وتفسير يعد بمثابة شذوذ فكري وتحامل مجاني على المغرب وعلى أسياده المغاربة, متجاهلا أن المغرب لم يسترد أرضه برفع العلم ولكن برفع التحدي أمام أكبر قوة من قوى العالم وهي إسبانيا سنده في ذلك الحق والمشروعية التي أكدتها المحكمة الدولية و إيمان المغاربة بحتمية استرداد حقهم المغتصب فتجندوا لذلك بعزيمة المواطنة الصادقة, و أبهروا العالم برمته بمدى التلاحم والتازر والإيمان بعدالة قضيتهم فتحركوا إلى المناطق المغتصبة مستصغرين المخاطر والمجهول لتعود الصحراء إلى حضيرة الوطن الأم وينطلق الجهاد الأكبر بعنوان البناء والتشييد والمدنية والتحضر في أجل معانيه.
هذه هي الحقيقة التي تتعامى عنها الأقلام المأجورة المهرطقة التي لا دافع لها سوى الحقد والبغضاء والحسد, أما المغرب فهو ماضي في مساره, مسار التنمية المستدامة والبناء الديمقراطي و تأسيس معالم الدولة المدنية الحرة الصائنة لوحدتها الترابية والمعتزة برمال صحرائها حبة حبة, وليبقى الباعوض الأجرب منغمسا في غياهب البرك العافنة إلى الأزل…