إذا كان الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية قد عبر عن تخوفاته من تغول الجماعات المتطرفة المسلحة في ليبيا بما قد تشكله من خطر على أمن واستقرار القارة ككل ومنطقة شمال إفريقيا على وجه الخصوص, فإنه الأولى بدول شمال إفريقيا أن تكون السباقة للتعبير عن هكذا مخاوف بالنظر لهذا التواجد الداعشي على حدودها وإمكانياته الهائلة التي تسمح له بالتوغل حيثما شاء.
ولعل الاحداث التي عرفتها تونس وكذلك الجزائر, ثم أكثر من مائة توقيف لخلايا إرهابية في المغرب يثبت بالملموس أن كل هذه البلدان باتت مهددة في امنها واستقرارها مما يحثم عليها وضع استراتيجيات أمنية جد مدروسة ومحبوكة من شأنها الحد و القضاء على هذه التهديدات.
ولعل من أولويات ذلك تجاوز الخلافات الهامشية القائمة بين بلدان المغرب العربي وبخاصة الخلافات الجزائرية المغربية فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية, لأن تشبث الجزائر بمواقفها العدائية ضد المغرب من شأنه أن يخلق الأجواء المناسبة التي تسبح فيها داعش وغيرها, ومن شأن ذلك كذلك أن يعرض أمن البلدين للخطر وهو ما ستعاني منه الجزائر أكثر من غيرها وهي الداعمة لكيان قزم لن يشكل في ظل التهديد الداعشي سوى خاصرة رخوة لمنطقة المغرب العربي ككل بالنظر لكون منطقة تندوف ومرتكزات هذا الكيان المفبرك كفيلة بأن تخلق الظروف الذاتية والموضوعية لاحتضان الجماعات الارهابية.
لذا و أمام هذا الخطر المحذق بالمنطقة ككل, بات من الضروري على القائمين على أمور الجزائر أن يقدروا التهديدات حق قدرها و أن يعطوا للأمور حجمها الحقيقي من أجل تجاوز كل الخلافات مع المغرب لأن أمام هذه التحديات تذوب الخلافات , ويتم تعويضها بالتنسيق و العمل المشترك لتفادي كل المخاطر قبل فوات الأوان…