احتضنت مدينة أكادير يومي الجمعة و السبت 26 و 27 مايو 2023 الجاري أشغال الدورة العادية الثانية عشرة للمجلس الاداري للتعاضدية العامة لموظفي الادارات العامة تحت شعار // تقريب الخدمات من المنخرطين محور أساسي لتطوير العمل التعاضدي وطنيا و دوليا// ترأسه السيد مولاي ابراهيم العثماني بصفته رئيس التعاضدية.
في مستهل أشغال الدورة عبر الرئيس عن بالغ سروره وبهجته بهذه المناسبة مرحبا بالحضور الذي أتى لمواكبة أشغال الملتقى.
وقد ذكر الرئيس في ثنايا كلمته الافتتاحية بمخرجات الجمع العادي الخامس و السبعين للتعاضدية العامة الذي انعقد أيام 10، 11، 12 فبراير 2023 المنصرم معتبرا إياه عرسا تعاضديا لطابعه الديمقراطي ومساره الشفاف، مشيدا بما تحقق من انجازات التي حرص على تنفيذها بالشكل الذي جعل من التعاضدية العامة مرجعا و مثالا للحكامة الجيدة و الديمقراطية التشاركية، مصرا على حرصه الدائم على المواكبة بكل الامكانات الممكنة لتطوير العمل التعاضدي المرتكز على تقدير المسؤولية و استحضار الضمير المهني ضمن مسار التحديث و العصرنة بمراعاة كاملة لتدبير واستثمار أموال المنخرطين ومواكبة تنزيل القرار المشترك المتعلق بتعديل المواد 16، 19، 23،32 من النظام الأساسي للتعاضدية العامة، مع العمل على هيكلة لجنة الاعلام و التواصل و لجنة الميزانية و الشؤون المالية و البرمجة.
وقد اختتم السيد الرئيس كلمته الافتتاحية بالاشادة بثكاثف جهود الجميع مؤكدا على حرصه الكبير على الوفاء بالتزاماته وبذل المزيد من الجهد لاستقطاب منخرطين جدد و العمل على تعزيز مخطط التعاضدية الجهوي وتحقيق قيم العدالة الاجتماعية و المجالية.
هذا وقد خضعت نقاط جدول العمل خلال هذه الدورة لنقاش عميق ومستفيض تمخض عنه المصادقة على الايمان بارساء دعائم الحكامة المالية من خلال المراقبة لجميع العمليات المالية و الادارية للتعاضدية العامة، وتنظيم برنامج مكثف للحملات الطبية لفائدة المنخرطين و المواطنين الذين يعانون خاصة في المناطق النائية من العالم القروي، ثم التعبير عن الرضا لما تحقق من الانجازات من خلال الأوراش الاجتماعية المشمولة في المخطط الخماسي 2021/2025 مع التطلع لتوفير فضاءات تناسب تطلعات المنخرطين ،كما تم تثمين نتائج مخرجات اللقاء التكويني التواصلي الذي احتضنته جهة الداخلة وادي الذهب و المطالبة بتعميم هكذا لقاءات تواصلية في جميع جهات المملكة، كما تمت الاشادة بدور التعاضدية العامة في المساهمة في التخفيف من وطأة البطالة عبر النتائج المسطرة لعملية التوظيف لسد الخصاص الحاصل في الموارد البشرية بمختلف الوحدات الادارية و الاجتماعية و الصحية على المستويين المركزي و الجهوي.
كما تمت المطالبة بضرورة الاسراع في بث المشروع التعديلي للنظام الأساسي الموحد للمستخدمين باعتباره مشروعا هيكليا كبيرا يروم لتدشين ثورة في مجال تثمين رأس المال البشري بمقومات سلم اجتماعي دائم. كما تم التركيز على الجاهزية في المساهمة الكلية في انجاح أشغال الجمع العام العادي الخامس للاتحاد العالمي للتعاضد المرتقب تنظيمه في شهر يوليوز 2023 بمدينة العيون.
وقد أشاد المجلس الاداري للتعاضدية العامة بمجهودات المكتب المسير الرامية للتنزيل العملاتي لمخطط الجهوية المتقدمة كآلية تدبيرية لضمان نجاح الحماية الاجتماعية و التغطية الصحية و تحقيق العدالة المجالية.
تجدر الإشارة إلى أن العمل التعاضدي مع المكتب المسير الحالي تحت رئاسة السيد مولاي ابراهيم العثماني قد شهد تطورا ملحوظا و ملموسا على مستوى الخدمات التي تمكنها التعاضدية لمنخرطيها، كما شهد التسيير الاداري هو الاخر قفزة نوعية من خلال تعزيز شبكة العمل الاداري ببنية خدماتية شابة هامة كان الهدف منها تغطية الخصاص على المستويات الادارية و الاجتماعية و الطبية مما كان له بالغ الأثر في تقريب الخدمات و تجويدها.
من ناحية أخرى تمكن رئيس التعاضدية وفق مسار إداري مدروس من رأب الصدع الذي كان قائما بين التعاضية العامة ومسؤولي الكنوبس القدامى تمثل أساسا في استرجاع ما قيمته مليار و ستمائة مليون للتعاضدية العامة من متأخرات أداءات الكنوبس التي وصلت لما يناهز ثلاثة ملايير ظلت على عاتق الكنوبس في العهد السابق.
و الجدير بالذكر أن المكتب المسير السابق للتعاضدية العامة كان قد اعتمد اقتطاعات تحمل اسم CCD بهدف تقريب بعض الخدمات، غير أن المكتب المسر الحالي يحيط منخرطيه علما أنه ألغى هذه الاقتطاعات في الوقت الذي بقيت فيه التعاضديات الأخرى تمارس تلك الاقتطاعات الى الان.
هكذا إذن تسدل الدورة العادية الثالثة عشرة للمجلس الاداري للتعاضدية العامة لموظفي الادارات العمومية الستار على أشغالها التي تمكنت بالفعل من سبر أغوار المتضمنات الفهمية و العملاتية للشعار المبوثقة في تقريب الخدمات و السعي لتطوير العمل التعاضدي وتحديثه.