الاستراتيجية النفطية لحيدرعلييف للتنمية المستدامة بأذربيجان

جمهورية أذربيجان، هي الدولة التي تقع في منطقة القوقاز وتوجد على الخط الفاصل بين أوروبا
وآسيا مما يجعلها تحتل مكانة جيوستراتيجية بالغة الاهمية عاصمتها باكو، ولغتها الرسمية هي الأزري.
وللتذكير فلأذربيجان حدود برية مع أرمينيا وتركيا في الغرب وجورجيا في الشمال الغربي، وروسيا في الشمال وإيران في الجنوب ولديها حوالي 713 كلم من الشريط الساحلي على بحر قزوين المغلق إلى الشرق،
إضافة الى موقعها الجيوستراتيجي الملائم فإن أذربيجان التي لها قيم معنوية عميقة وإمكانيات ثقافية وعلمية واقتصادية، معروفة أيضا بغنى ثرواتها الطبيعية وفي مقدمتها النفط والغاز.
ونتيجة السياسات الاقتصادية البارزة والمتنوعة التي نهجها الزعيم الوطني للشعب الأذربيجاني المرحوم حيدرعلييف بحكمة كبيرة وبعد النظر وبثقة عميقة وحزم كبير وبشكل مستمر، أصبح النفط والغاز الأذربيجانيين يخدمان القضية الوطنية والشعب الأذربيجاني هادفا تقوية الاستقلال السياسي للبلد وتنميته الاقتصادية ورفاهية المواطنين. ومرت صناعة النفط والغاز الأذربيجانيين منذ حوالي 160 سنة بطريق التنمية ألكبيرة غيران إمكانية الاستفادة التامة من هذه الثروة لم يحصل عليها الشعب الأذربيجاني الافي أواخر القرن العشرين أي بعد إعادة استقلاله ولم يتأتى تحقيق وتنفيذ هذه الإمكانية لولا حكمة المرحوم حيدرعلييف والسياسة التي تتبعها في أذربيجان ’ البلد الدي اشتهر في العالم كموطن قديم للنفط، اذ تفجر النفط من اول بئر في حقل “بيبيهيبات”
بباكو سنة 1848 ومن تم كانت بداية لاستخراج “الذهب الأسود” في أذربيجان صناعيا.
وفي سنة 1899 احتلت أذربيجان المكان الأول في العالم من حيث حجم استخراج واستعمال النفط وحينذاك كان نصف إنتاج النفط العالمي يعود إلى أذربيجان وابتداء من سبعينيات القرن التاسع عشر بدأ تدفق قوي للرأسمال الأجنبي إلى صناعة أذربيجان النفطية، وأدى ذلك إلى ظهور جيل كبير من المستثمرين المحليين في هذا المجال وفي سنوات الحرب العالمية الثانية كانت حصة أذربيجان 75 بالمئة من النفط المستخرج في الاتحاد السوفيتي كله وكانت تمون الجبهة بالطاقة الضرورية وبذلك لعبت دورا كبيرا في الانتصار على الفاشية.
وفي سنة 1949 تم اكتشاف النفط في بحر قزوين، في حقل “نفط داشلاري” (“أحجارالنفط”) الذي يقع على بعد 100 كيلومتر عن مدينة باكو، الأمر الذي أصبح بداية للمرحلة الجديدة في استخراج النفط في البحر، وكانت أذربيجان أول بلد في العالم استخرج النفط من البحر وقد عرفت سنوات السبعينات والثمانينات من القرن العشرين تقدم وتقوية القاعدة المادية-الفنية وتركت في الذكريات منجزات بالغة لصناعة أذربيجان وكل النجاحات في الصناعة النفطية في تلك السنوات كانت ولاتزال مرتبطة باسم حيدرعلييف الذي ترأس أذربيجان في تلك الفترة.
في20 سبتمبر1994 في باكو تم التوقيع على معاهدة دولية واسعة النطاق تنص على الاستغلال المشترك لـ 3حقول نفطية “اذري” و”تشيراق” و”جونشلي” المتواجدة في القطاع الأذربيجاني من بحر قزوين بين 12شركة بترولية عملاقة تمثل8 بلدان في العالم.
وتقديرا لهذا الحدث واعطائه الأهمية الكبرى ألقى الرئيس الأذربيجاني حيدرعلييف كلمة مفصلة قال فيها: “أعتبر نفسي سعيدا جدا لاشتراكي في إعداد وتوقيع هذه المعاهدة. “معاهدة القرن وأدرك المسئولية التي أخذتها على عاتقي وآمل في أن الأجيال القادمة ستقدر تقديرا مستحقا هذا الحدث التاريخي الذي حدث هنا اليوم.
وتعتبر هذه المعاهدة نقطة التحول في صناعة النفط والغاز الأذربيجانيين وبداية تحقيق استراتيجية النفط بجمهورية أذربيجان التي نالت استقلالها من جديد. إن مشروع النفط الدولي هذا الذي دخل التاريخ باسم “معاهدة القرن كانت له أهمية لا مثيل له في حماية وتعزيز استقلال أذربيجان.
أن “عقد القرن” ينبني على قاعدة صلبة من مرافق البنية التحتية وأحدث التقنيات المستخدمة في التصدير النفطي في العالم والعديد من المنصات ومحطة “سانغاشال” الساحلية وخطوط الانابيب البحرية وانابيب التصدير واسعة النطاق باعتباره الانجازات غير المسبوقة لعصر النفط الجديد لأذربيجان. أن الزعيم الوطني حيدر علييف حدد استراتيجية النفط التي ستكون عمادا اساسيا للإصلاحات السياسية والاقتصادية في المستقبل لتحويل جمهورية أذربيجان الى دولة معاصرة قوية ومستدامة ذات تنمية اقتصادية. وتأكد على أن الدبلوماسية الطاقية لأذربيجان، التي وضع أسسها الزعيم الوطني حيدر علييف، قد ادت الى مشاركة المستثمرين الاجانب في تطوير حقول النفط الاذربيجانية وتنوع طرق تصدير النفط الخام .وتأسيس الادارة الفعالة المثمرة لعائدات نفطية ودخول أذربيجان الى مرحلة جديدة من الازدهار في إطار “معاهدة القرن بدأ استخراج النفط في نونمبرعام1994 ووفقا لنتائج عام 2007في إطار هذا المشروع بدأت تتزايد مؤشرات الإنتاج عامة كل شهر وسنة اذ استخرج في أذربيجان عام 2007الحجم القياسي من النفط الخام.
وقبل ذلك كان يتم تصدير النفط الأذربيجاني إلى أسواق العالم عبر خط باكو – نوفوروسيسك وفي سنة 1999 دخل حيز التنفيذ ثاني خط تصدير يوهوباكو –سوبسا. مما
السنوي ليصل 50 مليون طن لينشا الخط الاخر”أذري” – تشيراق – “جونشلي” ونقل هذا النفط إلى الأسواق ألعالمية وباقتراح الرئيس الأذربيجاني حيدرعلييف تم اختيار خط أنابيب النفط التحكمي للتصدير الذي يملك إمكانيات النقل الكبيرة وهو “باكوتبيليسي – جيهان”. وفي سبتمبرعام2002أجري في باكو حفل وضع الحجر الأساسي لهذا الخط. وبدأ نقل النفط الأذربيجاني لأول مرة من خلاله في مايو2006وقبيل ذلك في سنة 2004 أصدرمساهموالمشروع قرارا حول إطلاق اسم حيدر علييف على “خط أنابيب “باكو – تبيليسي – جيهان.
وابتداء من عام2007 بدأت جمهورية أذربيجان تنتهج سياسة الدخول إلى سوق الطاقة العالمية ليست كمصدرة للنفط الخام و الغاز فحسب بل ومصدرة للمنتجات النفطية الجاهزة أيضا. وبدأ إنشاء مصنع جديد لمصفاة النفط بقدرة إنتاجية تصل الى 200ألف برميل يوميا في شواطئ البحر المتوسط بميناء جيهان التركي الذي يتم نقل حجم كبير من النفط الأذربيجاني الخام اليه. وفي ربيع عام2008 بدأت تعمل في جورجيا منشأة كوليفيا لأذربيجانية.
إن البنية التحتية المتوفرة في أذربيجان ساهمت الى حد كبير في تنمية وازدهار أذربيجان وتلعب دورا كبيرا في نقل نفط وغاز آسيا المركزية إلى أوربا ومن تم تساهم في التنمية المستدامة للشعب الادري وما فتئ فخامة الرئيس إلهام علييف يردد ويقول – هدفنا ليس فقط انتاج النفط ونقله والحصول على المال منه. هدفنا هو توجيه الارباح النفطية الى مصالح ورفاهية الشعب الاذربيجاني في المستقبل”.
وبذلك اصبحت جمهورية أذربيجان من الدول الاكثر استقرارا وتطورا في المنطقة في السنوات الاخيرة لاستخدامها الموارد الهيدروكربونية الغنية بشكل صحيح وفعال والتي تلعب دورا هاما في أمن الطاقة للمنطقة وفي أوروبا.
بقلم / محمد فقيري
نائب رئيس جمعية الصداقة المغربية الأذربيجانية
3