البطولات المدرسية مجال خصب لبروز أبطال المستقبل

محمد بنسعيد إخوتير
تعتبر الأنشطة الرياضية المدرسية مجالا خصبا لبروز المواهب الرياضية، وكلما ارتفعت وتيرة هذه الأنشطة في مختلف الأنواع الرياضية، إلا وازدادت قاعدة الممارسة اتساعا لدى التلاميذ والتلميذات الرياضيين، وبالتالي فتح باب التنافسية بينهم، وفي هذه المرحلة الهامة يأتي دور الأخصائيين في التنقيب ليظفروا بما تجود به الرياضة المدرسية من أبطال واعدين
والذين سيكون لهم شأن كبير في المستقبل.

إن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة واعية كل الوعي بالأهمية البالغة لمنافسات الرياضة المدرسية، ولهذه الغاية تنظم هذه الأخيرة بتعاون مع الجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية بطولات وطنية مدرسية على مدار كل موسم دراسي يشارك فيها الرياضيون المدرسيون ذكورا وإناثا، والذين يمثلون مختلف جهات المملكة. فعند الحديث مثلا عن البطولة الوطنية المدرسية للعدو الريفي فيتأهل إلى نهائياتها أجود العدائين والعداءات بعد اجتيازهم عن جدارة واستحقاق البطولات الإقصائية المحلية والإقليمية والجهوية، إذ يصل عدد المشاركين في هذه المراحل الإقصائية إلى 100 ألف تلميذ وتلميذة، إنه رقم غني عن كل تعليق ويمثل قاعدة عريضة تهون معها عملية التنقيب والاختيار بالنسبة لذوي الاختصاص.

وبكل تجرد يمكن القول بأن الوزارة ومعها مديرية الارتقاء بالرياضة المدرسية عملت على تطوير البطولات الوطنية المدرسية منذ الموسم الرياضي المنصرم، إذ تم اعتماد استراتيجية جديدة تهم أربعة أساسيات وهي المساواة بين الجنسين، والعدالة المجالية، وتنويع العرض الرياضي المدرسي، إضافة إلى رياضة مدرسية دامجة، مما أعطى للمنافسات الرياضة نكهة خاصة، تتمثل في التطور الملموس الذي عرفته النتائج التقنية المفرزة.

يجب التذكير بأن انضمام قطاع الرياضة إلى وزارة التربية الوطنية من شأنه أن يعطي دفعة قوية للرياضتين المدرسية والمدنية، لذا يتوجب على الجامعات الملكية الرياضية وخاصة تلك التي تربطها شراكات مع الوزارة،استثمار واستغلال هذه الفرصة الذهبية، وذلك بحث العصب الجهوية والأندية الوطنية التابعة لها على ضرورة التعاون مع قطاع الرياضية المدرسية، الذي يوفر الأرضية الخصبة للعنصر البشري إن على صعيد الممارسين أو الأطر التربوية المجربة، وذلك من أجل تحقيق طفرة نوعية جديدة للرياضة المغربية عامة، فكما هو معروف فالرياضة المدرسية والرياضة المدنية شيئان متلازمان يلتقيان.

ونأمل أن يعرف برنامج الأنشطة الرياضية المدرسية الحافل بالعديد من البطولات برسم الموسم الدراسي والرياضي الحالي 2022/2023 النجاح الكبير، والذي سينطلق مطلع دجنبر المقبل بإجراء البطولة الوطنية العدو الريفي،وسيختتم باستحقاق دولي فريد من نوعه ببلادنا شهر يوليوز القادم بتنظيم المونديال العالمي فيكرة القدم المدرسية.

في ختام هذه العجالة لابد من الإشادة بالعمل الجاد للوزارة وعلى رأسها الأستاذ شكيب بنموسى رئيس الجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية، الذي منذ تعيينه على رأس هذه الوزارة وهو يعطي إشارات تؤكد اهتمامه المتواصل بمجال الرياضة المدرسية، نفس الأمر بالنسبة للكاتب العام الأستاذ يوسف بلقاسمي نائب رئيس الجامعة ، الذي يداوم على حضور كل البطولات المدرسية وهو بالمناسبة يشغل منصب رئيس الاتحاد الإفريقي للرياضة المدرسية ونائب رئيس الإتحاد الدولي للرياضة المدرسية ، دون إغفال ذكر مدير الارتقاء بالرياضة المدرسية الرئيس المنتدب للجامعة ابن الميدان الأستاذ عبد السلام ميلي وفريق العمل ، حيث أعطى هذا الإطار التربوي والرياضي إضافات إيجابية ملموسة يشهد بها الجميع منذ مجيئه على رأس هذه المديرية، والله الموفق. بنسعيدإخوتير