الزاوية الغازية تفقد المعركة القضائية لفائدة بناني

أنهت محكمة النقض مسلسل طويل من الجلسات والمداولات بالحكم لفائدة عبد الكريم  بناني رئيس جمعية رباط الفتح بحيازة مقر “الزاوية الغازية” بالمدينة العتيقة بالرباط وسط استمرار رفض بعض المحتلين الإفراغ.

يتعلق الأمر بالزاوية الغازية حيث احتجت مجموعة من الأشخاص عبروا لمكرفون “أصداء المغرب العربي” عن رفضهم لقرارات القضاء واستمرارهم  في معاكسة الأحكام القضائية بمبرر أنهم يتحدرون من شجرة هذه الزاوية.

وفي إطار ما يمليه علينا الحياد المهني انتقلنا للاستماع للمدعي السيد بناني الذي كشف حقيقة وتاريخ هذه الزاوية. ففيما تقول سيدة كانت يوم الاحتجاج، بأن في الزاوية توجد قبور، ينفي بناني وجود أي قبر في أركانها ويؤكد بلغة العارف بتاريخ الزاوية التي تعود لأجداده، أن التسمية الأصلية للزاوية هي الزاوية الغازية القاسمية العطاوية، موضحا في معرض تصريحاته أن هذه الأسماء الواردة في هوية الزاوية لم تكن لشيوخ، وإنما لأشخاص عاديين منهم العطاوي والقاسيمي والغازي وغير ذلك من المسيرين.وأوضح أن ادعاء المحتجين بوجود شجرة نسب لهم بهذه الزاوية مجرد انتحال وتضليل.

يعود عبد الكريم بناني في سياق حديثه عن الزاوية إلى زمان مجدها، حيث كانت بها خلال القرن 18 وحتى في القرن 19 كراسي علمية في الفقه والعلوم الشرعية. ومرورا إلى القرن الـ20 واكبت هذه الزاوية حاجيات ظروف الاستعمار، وتحولت إلى مدرسة عصرية تشرف عليها العصبة المغربية للتربية الإسلامية ومحاربة الأمية (الاستقلالية) يتعلم فيها المغاربة الفرنسية لمعرفة لغة المستعمر وقتذاك. وكانت تنفذ برنامجا تربويا لمحاربة تشغيل القاصرين وينقذ  الأطفال والشباب من ورشات التشغيل قصد التعلم بدل استغلالهم.

يذكر أن من بين العلماء الذين بصموا بعلمهم هذه الزاوية، الراحل والد السيد عبد الكريم بناني. وكان شيخا معروفا هذا الأخير ورث عنه ابنه عبد الكريم، تلك الأمانة العلمية وشرع الآن في تطويرها من خلال إقامة مشروع علمي كبير لفائدة أبناء الرباط يواكب التطور التكنولوجي الرقمي يحمل اسم (MEDINATECH)، وهذا ما يجب أن تنخرط فيه وتدعمه كل الجهات المعنية والمؤسسات الوصية ذات الصلة.