تافرانت/ إقليم تاونات/ عبد النبي الشراط
تتكاثر الويلات وتزداد الأمور سوءا بقيادة تافرانت التابعة لعمالة إقليم تاونات، إذ أكدت مصادر من عين المكان أن عمليات (توظيف) شخصان في مهمة – مقدم داخلي- أحدهما ينتمي لجماعة كيسان التي يرأسها استقلالي، والثاني من جماعة تافرانت التي يرأسها استقلالي أيضا.
هذه التوظيفات جاءت مباشرة بعد الحركة الانتقالية لبعض رجال السلطة بالمنطقة، خلال منتصف السنة الماضية.
وجرت هذه التوظيفات لأعوان سلطة داخليين دون اعتماد الكفاءة المطلوبة واعتماد الزبونية والمحسوبية والقرابة والولاء للرؤساء الاستقلاليين في كل من جماعة كيسان وجماعة تافرانت.. وعلى ما يبدو فإن القائد الجديد المعين بتافرانت خلال السنة الماضية، يكون ٱخر من يعلم بالتفاصيل التي تجري داخل قيادته.
وعلى الجانب الٱخر من القصة المرتبطة بذات الموضوع فإن (هذان الموظفين) الجديدين هما من أوكلت لهما عملية الإشراف على تسجيل المواطنين في السجل الوطني للسكان بالمنطقة، بالإضافة إلى شخص ٱخر يفترض أنه رئيسا عليهما، ولكنه لا يقدم ولا يؤخر..
ويبقى هذان الشخصان (برتبة أعوان سلطة) هما المتصرفان في الشاذة والفاذة، فمن ناحية يفترض عمليا أن تتوفر في الأشخاص الذين يشرفون على عملية كهذه، أن يكونوا على دراية كافية بالإعلاميات، بينما نجد هؤلاء لا علاقة لهما بهذا المجال إطلاقا، خاصة وأن أحدهما الذي يحمل شهادة بكالوريا كان إلى زمن قريب بائع متجول في الأسواق، وهو المقرب جدا من رئيس جماعة كيسان الذي بدوره لا يعرف الأعمال (المجانية لوجه الله) بل يؤمن ويطبق مبدأ (هاك ورا).
لنعد لموضوع عملية التسجيل في السجل الوطني للإحصاء، حيث تؤكد مصادرنا هناك أن العملية تشهد خروقات على جميع المستويات، فبحكم أن المنطقة ترتفع فيها نسبة الأمية بشكل مهول، فقد كانوا يوهمون الناس بأنهم سيستفيدون من منح تدفعها الدولة لهؤلاء الناس، ولذلك فإن القضية عرفت (تجاوزات) كثيرة، إذ – هذا مقابل ذاك- واللي (فاهم يفهم).
ومن ناحية أخرى فإن الاستمارة المعدة للناس يمكن ملؤها يدويا فقط، لكن هؤلاء المستغلين يفرضون على الناس ملأها عند بعض المكتبات دون أخرى، وأن العونان الجديدان يقتسمان الغنيمة عبر فرض كل منهما على الناس الذهاب لمكتبة معينة دون أخرى.. وقد أكدت المصادر القريبة جدا من العملية، أن هناك شكاية مجهولة وجهت للسيد عامل إقليم تاونات وقد تم البث فيها لكن أطرافا تدخلت لطمس القضية.
(عونا السلطة الجديدان) وبسبب عملية الإقبال الكثيفة من طرف السكان للتسجيل فإنهما يشتغلان قليلا خلال أوقات العمل بينما يرجئان الخدمات الكبرى إلى ما بعد انتهاء الدوام ويستمران حتى الساعة العاشرة ليلا أحيانا، وبطبيعة الحال إذا كانت الدولة لن تدفع لهما (أجر إضافي) فإنهما حتما لا يشتغلان لله في سبيل الله والوطن، ولابد أن لهما مخرجات أخرى وحسابات أخرى يكون المواطن ضحيتها بكل تأكيد.
وعلى جانب ذي صلة بهذه الاختلالات فإن موضوع تأسيس تعاونيات مرتبطة بتقنين فلاحة – الكيف- فإنها بدورها تشهد اختلالات وتجاوزات وتعتمد على المحاباة وذوي القربى من بعض المنتخبين وبعض رجال السلطة، وهو ما سيكون موضوع حديثنا القادم، إذ سنرصد كل هذه الاختلالات والتجاوزات والمصائب التي يعيشها سكان منطقة قيادة وجماعة تافرانت.