القنيطرة: أزيد من 160 صحافي وصحافية حضروا ليلة الاحتفاء بالصحافة والسينما.

 نظم فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية بالقنيطرة ليلة احتفائية وفنية في “ليلة الاحتفاء بالصحافة والسينما بالقنيطرة” تحت شعار “الحق في الثقافة والإبداع”،وذلك يوم الاثنين 1أبريل 2024 بفندق إيدن بالقنيطرة ؛ احتفاء بعطاءات ومسارات المختار أيت عمر، الرئيس السابق للجامعة اÈ!لوطنية للأندية السينمائية بالمغرب، وأحد الوجوه الفاعلة في الحركة الجمعوية والثقافية ببلادنا تنظيرا وتأطيرا وبحضور ثلة من الصحفيين المثقفين والفنانين وفعاليات حقوقية ومدنية وطلبة معاهد وكليات.
افتتح اللقاء جواد الخني، عضو المكتب التنفيذي،و الكاتب العام لفرع القنيطرة للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، بكلمة ركز فيها على مواصلة النقابة لنشاطها الإشعاعي في محطة جديدة بأبعاد فكرية وثقافية، وقد كان هذا اختيار واعٍ لفرع النقابة منذ سنوات من خلال الانفتاح على المجتمع والثقافة والفن والإبداع.
وباسم الفرع عبر الخني عن سعادة النقابة باستقبال عدد من الفعاليات الجمعوية والمدنية والنقابية والسياسية والثقافية، التي ارتبطت تاريخيا بالحركة الثقافية والجمعوية ببلادنا. وذكّر بضيف الاحتفائية المختار أيت عمر، الذي شكل لمجموعة من الأجيال مرجعية فكرية وأيضا مرجعية للقناعات المشتركة وللقيم الإنسانية النبيلة التي تنشد الحرية تشييد المجتمع الحديث والعصر، والذي ارتبط مساره أيضا بالنضال السياسي من أجل مجتمع ديمقراطي في كافة الأبعاد وهذا المسار ارتبط بالجامعة الوطنية للأندية السينمائية (جواسم) وهو مسار حافل.
وبعد تقديم المحتفى ومساره وتقديم البرنامج الاحتفائي أخذ الكلمة عبد الكبير اخشيشن، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، والذي اعتبر أن مثل هذا النشاط الذي يُنْجِزُه فرع القنيطرة هو جزء من الدفء، الذي يبحث عنه الزملاء في النقابة وفي المجال الإعلامي، مُشَدِّدا على أن الحضور الوازن لقيادة النقابة في هذا النشاط يُعبر عن علاقة الإعلامي بالثقافي وهو موضوع راهن، وهناك معاناة على المستوى الثقافي والمستوى الإعلامي لأن التفاهة تتمدد، مؤكدا على ضرورة العبور من صفة الإعلامي إلى الثقافي ومن الثقافي إلى الإعلامي، لأن الإعلامي محتاج للتكوين في مجال الممارسة المهنية ويجب أن يكون له زاد ثقافي لمقاومة هذا المد والثقافة بدورها تحتاج إلى رافعة، يمكن أن تكون مفيدة لتملأ هذا الفراغ كي نقدم ما يثير القارئ.
أول المتدخلين في الندوة كان كريم الصامتي، باحث في الفسلفة والنقد المقارن وناشط في مجال حقوق الإنسان، في موضوع “السينما بين جمالية الصورة وحركية الفكر” تصدى فيه بأدوات منهجية للعلاقة بين الصورة السينمائية والصورة الصحافية وعلاقتهما بحركية الفكر، تطرق في البداية لموضوع الصورة وعلاقتها بالوجود الإنساني منذ ظهوره الأول، واعتبر أن الصورة حاضرة في السينما محايثة للوجود الإنساني، موضحا أنه لا يقصد الصورة السينمائية باعتبارها إخراجا تقنيا، ولكن يقصد الصورة بمعناها الأوسع باعتبارها خروج من القوة إلى الفعل.
وأكد على أن السينما أخرجت الصورة من الذهن واللغة والكتابة إلى مجال حي ومركب، أي رؤية بالعين المجردة، حيث تمكنت من حشد كل أنواع الجماهير والمتلقين وأصبحت محط اهتمام النخب السياسية والفكرية والاقتصادية متضمنة مجموعة من الفنون.
وانتقل من الحديث عن حركية الصورة في السينما إلى حركية الصورة في الإعلام والصحافة، باعتبارها إمساك بالواقعة في زمان ومكان محددين، وربطها بما تحيل عليه من سياقات ثقافية، هذا الربط يوجد في صلب عملية المعرفة بخلقه ثقافة محددة، والصورة، بالنسبة للمتدخل، تساهم في عملية الإدراك عند المتلقي حيث يتكون لديه انطباع ثم تحليل ثم نقد، وخَلُصَ إلى أن الحقيقة التي ينشدها الإعلامي هي حقيقة نسبية، ويمكن أن يحدث التضافر بين الصورة المتحركة في السينما وحركة الصورة الإعلامية، وحركية الفكر التأمل في أن تكوِّن أسسا لدفع المتلقي إلى ممارسة حقه الثقافي وتنشيط وعيه برصد وتحليل وفهم محيطه والعالم من حوله الإقبال على القيم (عقلية كونية) الثابتة وأخذ مسافة مع نسبية الأخلاق وتغيرها الدائم.
تدخل فؤاد السويبة، المدير الجهوي لوزارة الشباب والثقافة والتواصل/ قطاع التواصل جاء تحت عنوان “الفعل الإعلامي رافعة رئيسية لنشر الوعي الثقافي والسينمائي”، وبعد أن عرّج سريعا على مفهوم السينما وتحولها إلى فن كامل، انتقل إلى تعريف مفهوم الثقافة من خلال استعراض آراء مجموعة من المثقفين العالميين والمغاربة، وصل إلى السؤال الجوهري في مشاركته حول صناعة السينما الوطنية، وما هي السينما الوطنية؟ وشدد في جوابه على أن السينما الوطنية هي التي تعكس الهوية الوطنية المغربية السياسية والثقافية والاجتماعية، مستطردا على أن الهوية هنا لا تعني الانغلاق.
وفي هذا السياق أكد على ضرورة البحث عن سبل لتوزيع ثقافتنا على الآخر، وضرورة البحث عن وسائل التوزيع للخروج بثقافتنا من المحلية إلى العالمية باستعمال الوسائل التقنية الحديثة وحتى الذكاء الاصطناعي، موضحا أن الانتشار لا يتم إلا بوجود الإعلام الثقافي الذي يتابع كل المنتوج من خلال نقل الخبر الثقافي وتحليله والتعليق عليه، متأسفا على وجود قطيعة بين رجل الثقافة ورجل الإعلام، محملا المسؤولية لصانع الثقافة، داعيا إلى استراتيجية ثقافية تساعد رجل الثقافة على تبليغ منتوجه حتى يعود ذلك الجمهور الذي غادر القاعات إلى مكانه.
ثالث المشاركين في الندوة د عبد المطلب اعميار، دكتور في الفلسفة السياسية وأستاذ مبرز في الترجمة، واكب من موقع المسؤولية بالمكتب الجامعي للجامعة الوطنية الأندية السينمائية أهم مساراتها وتحولاتها، قال في بداية مشاركته التي حملت عنوان الجامعة الوطنية للأندية السينمائية، من سؤال الثقافة الوطنية إلى سؤال تكنولوجيا التواصل، أن مسار الجامعة الوطنية للأندية السينمائية، هوية ومضامينا، يلخصها المختار أيت عمر، الذي استمر في هذا المسار بعنوان المثقف الملتزم، حيث تمسك بهذا الطريق لمدة تفوق خمسين سنة بينما آخرون غيروا وجهتهم نحو مسارات أخرى.
وأشار إلى أن المحتفى به قاد الجامعة الوطنية للأندية السينمائية في فترة حرجة، تميزت برهانات ومنطلقات، والمُطَّلِع على وثائق المؤسسة سيرى أن ما حكم هذا المسار هو “الثقافة الوطنية الديمقراطية”، الذي كان شعارا للجامعة، معتبرا أن الأندية السينمائية هي جزء مهم من التاريخ الثقافي بالمغرب، مشددا على أن الحديث عن الثقافة الوطنية كانت لديه خلفيات سياسية، إذ كانت الأندية هي الملتقى الذي عنده يجتمع السياسي بالإيديولوجي كخلفية لقراءة الفيلم السينمائي.
ووقف المتحدث عند محطة مهمة تتعلق بالمتغيرات التي عرفها المغرب، وكانت الجامعة الوطنية للأندية السينمائية واحدة من المؤسسات التي انخرطت في هذا المسار، وهي التي تأسست على أرضية محاربة سينما الاستهلاك والسينما التجارية..، وكانت مضطرة للانفتاح على تجارب سينمائية كانت مرفوضة في السابق لكن بوعي سينمائي وثقافي ينتقل نحو المستقبل دون التفريط في الأسس.
ليفسح المجال للحضور من أجل النقاش والتفاعل مع الارضيات التي قدمت بكثير من الأسئلة الثقافية.
كلمة المحتفى به كانت تأريخا لمسار الجامعة الوطنية للأندية السينمائية مع حديث قليل عن شخصه، وهكذا ركز المختار أيت عمر على لحظة يمكن تسميتها بمغربة الأندية السينمائية، حيث كانت تحت سيطرة الفرنسيين منذ الأربعينات من القرن الماضي، ولم يسمح للمغاربة بالانخراط فيها إلا مع ستينيات القرن الماضي، وكانت المكاتب كلها فرنسية.
لكن مع بداية السبعينات، يقول المختار أيت عمر، جاءت لحظة انتزاع الأندية السينمائية من الفرنسيين، معرجا على تعريبها، أي في البداية كانت تتم المناقشات بالعربية والفرنسية ثم بعد ذلك تم تعريبها بالكامل، ووصل إلى تنظيم أول ملتقى للسينما الإفريقية بخريبكة سنة 1977، متحدثا عن صعوبة إقناع كثير من اليساريين بضرورة التعامل مع السلطات الحكومية، وهو أمر لم يكن مقبولا من قبل مناضلي اليسار الجذري.
عرفت الاحتفائية مشاركة الشاعرة والصحافية إيمان الونطدي للحاضرين بقصيدة عن الأم والزجال مصطفى العربيدي بقصيدة حول الكلمة، وتم في ختام اللقاء تكريم المحتفى به المختار أيت عمر.
تكريم احتفاء استحضار بعطاءات صحفيين وصحافية بصموا الالتزام والمهنية.
وهكذا جرى تكريم لبنى الدراجي صحافية، بالإذاعة الوطنية بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وعضوة المجلس الوطني الفدرالي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، مع شهادة للصحافة صحافية بالإذاعة الوطنية فتيحة عماري التي توقفت عند المسار المهني والإنسانية النبيل والمتميز للمحتفى بها.
وتم أيضا تكريم الصحافي الرياضي علي بلعياشي : صحافي، راديو بلوس،وتكريم محمد الفيلالي القصري:صحافي،رئيس تحرير الموقع الإلكتروني الإخباري “أخبار الفجر المغربية ” وعضو المجلس الوطني الفيدرالي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، والقيدوم ابراهيم الدمناتي : مراسل جريدة “العلم “منذ 1972 بمسار غني،نقيبا للمسرحيين ،أستاذ ، متقاعد وقيدوم المراسلين بالقنيطرة إبراهيم الدمناتي، الذي بدأ مع العلم سنة 1972. حيث تناول الكلمة الزميل عمرشباخ الذي ذكر بالمسارات المهنية والمحطات المُشْرِقة للمكرمين.
وختاما يشيد فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية القنيطرة المساهمات الفكرية لكافة المتدخلين والمحتفى بهم والحضور القوي المكثف والمتنوع التعبيرات بأزيد من 160 صحافي وصحافية وفعاليات مدنية وحقوقية وثقافية وفنية وسينمائية وضيوف من خارج محور القنيطرة الرباط والدار البيضاء وهو مايعزز قوة ومصداقية التمثيلية ذات الشرعية التاريخية والمهنية الواسعة بأفق تعزيز وترصيد المكتسبات وتقويتها بصحافة مهنية وتعددية تنسجم والمعايير والقواعد والأخلاقيات والآداب المهنية والحقوقية.