أجمع مختلف المتدخلين في الدورة الخامسة لمنتدى المدن العتيقة المقام بمدينة العرائش شمال المغرب، بمشاركة افريقية لافتة، على ضرورة التفكير والتعامل مع التراث بطرق مبتكرة لما له من أهمية تنموية واقتصادية وسياحية.
ففي هذا السياق، قال فليب نيكوس، ممثل الاتحاد الأروبي بالمغرب، أن أي تعامل مع التراث، لن يكون مجديا، ما لم يساهم فيه السكان ومختلف المؤسسات المحلية، في إطار ما يعرف بالديمقراطية التشاركية.
وحدد نيكوس التراث، من خلال معناه في اللغة اللاتينية بأنه ما نرثه عن الأسلاف، أو إرث الأجداد. سواء كان هذا الإرث، قيماً، أو أرضا، أو عادات وثقافة وتاريخ…
وأضاف في معرض مداخلته في إطار أنشطة المنتدى الدولي الخامس للمدن العتيقة بالعرائش، تحت شعار “التراث المستدام: التمويل والحكامة” أن الإدراك الجيد لأهمية التراث من قبل الجماعات الترابية، ومختلف المسؤولين والمتدخلين في الشأن العام، يجعلهم يبحثون له عن موارد ويخصصون له تمويلات وميزاينات. إن العلم بأهمية التراث يجعله بدوره يساهم في التنمية والاقتصاد وذلك بالترويج له سياحيا.
ليركز “نيكوس على أن تدبير وتثمين التراث، لن يتم بمعزل عن نقله إلى الأجيال المقبلة.
الأجيال المقبلة، أو ما عبر عنه محمد الشاوش باسم جهة طنجة تطوان الحسيمة بالأطفال أو التلاميذ، داعيا إلى وجوب إفهام اهمية التراث للناشئة من خلال المدرسة.
واعتبر الشاوش أن ما يشكل احد أهم نقط القوة في هذه الجهة من المغرب هو تراثها وارثها الثقافي، لذلك اقترح من أجل حسن توظيف هذه المؤهلات في مجالات التنمية وجعلها رافدة من روافد الرواج الاقتصادي والسياحي، إحداث مؤسسة تعنى بالتراث بمنظور متجدد ويشارك في تمويلها القطاعان العام والخاص على حد قوله.
ومن جهة متدخلين أفارقة، قال “داكا لزارا” من دولة ساحل العاج، إن كل ما تقوم به الحكومة الإيفوارية من مشاريع تراعي فيه الحفاظ ليس فقط على البيئة وإنما على التراث والثقافة في مختلف الجهات الـ31 بالبلاد. وقال إن بساحل العاح مؤهلات كثيرة يمكن التمييز فيها بين ما هو تراث مادي ولا مادي، وأن الجماعات الترابية منذ 2003 تعمل على تثمين هذا التراث، علما أن بهذا البلد الإفريقي 60 جماعة إثنية، ويشمل تراثها اللامادي قائمة غنية على مستوى الأغاني والأشعار والرقصات والتقاليد والعادات…
يذكر أن الحضور الإفريقي، كان لافتا في المنتدي العالمي للمدن العتيقة بمدينة العرائش، ولا عجب أن يضع منظمو الدورة شعارا للتراث عبارة عن باب تقليدي كبير وسط خريطة القارة.
وتجلى حضور القارة السمراء في في 15 دولة، إلى جانب كل من تونس وموريتانيا ومالي، السنيغال، ساحل العاج، مدغشقر، غامبيا، غينيا، بوركينافصو، النيجر، تشاد، الكاميرون، الغابون، كينيا، زيمبابوي، فيما اقتصرت المشاركة العربية على 4 دول هي قطر ولبنان والأردن وفلسطين. وشاركت من أروبا كل من المانيا وفرنسا واسبانيا والبرتغال وايطاليا وبلجيكا، وسجلت أمريكا اللاتينية مشاركة دولة واحدة هي الشيلي.
أبو أمين