يتوقع المتتبعون للتحضير للمؤتمر المقبل لحزب الاستقلال حصول منافسة شديدة، قد تصل درجة الاحتكاك بين تيارين قويين استعدا بما يكفي، كل من جهته، للفوز بمنصب الأمانة العامة للحزب.
وبدأ أعضاء داخل اللجنة التحضيرية يقسمون منذ الآن بأغلظ الايمان، أن شباط لن يفوز للمرة الثانية بعرش الأمانة العامة لحزب الاستقلال، لكن حسب مصادر “أصداء م ع” فإن شباط لن يكون خصما سهلا للغاية.
وقد علمت “أصداء م ع” أن المترشحين لمنصب الأمانة العامة خلال المؤتمر الذي تقرر أن يُعقد ما بين 31 مارس/ آدار و2 أبريل/ نيسان المقبل، كانوا أربعة، قبل أن يتفاجأ التيار المضاد لشباط، بترشيح خامس.
ابرز المرشحين لخلافة شباط، في قيادة حزب الاستقلال بعد المؤتمر السابع عشر، ليس هو عبد الواحد الفاسي. هذا الأخير آثر على نفسه الشباب لتولي هذه المهمة، ليبقى الوزير السابق نزار بركة، صهر عباس الفاسي، مرشحا لخلافة شباط، حسب ما يتم الترويج له في الصالونات السياسية بالرباط.
المصادر تقول إن نزار بركة لم يكن مستعدا لخوض هذه المعمعة، كما انه ليس نفسيا جاهزا لتقبل الخسارة، بيد أن مشجعيه أقنعوه في النهاية بخوضها، سيما وأنهم يتحدثون عن صدور إشارات المرور […] لفائدة بركة للمضي قدما في هذا الاتجاه. وهي الإشارات التي فهمها أعضاء اللجنة التنفيذية، وتجاوبوا معها بالوقوف احتراما للرجل، عندما دخل عليهم إلى القاعة في آخر اجتماع لذات اللجنة وكان الأحد الماضي. وهو الاجتماع الذي تحدد فيه تاريخ المؤتمر.
مرشح آخر هو كريم غلاب الوزير السابق في التجهيز والنقل، لا يُخفي جاهزيته لطرد شباط كما يصرح بذلك دون ان يُغمض العينين، قد لا يكون مؤهلا للمنافسة بقدر ما سيعمل على سحب مصوتين شباطيين (نسبة لشباط) لفائدة نزار بركة، وهي نفس المهمة التي يبدو أن الوزير السابق في الصناعة التقليدية والقيادي امحمد الخليفة قد تقدم إليها، للعمل على توجيه أكبر عدد محتمل من الأنصار من اتباع شباط، لفائدة بركة أيضا.
شباط العنيد، لا يمكن أن يغفل عنه أسوأ سيناريو يعده له أنصار التيار الفاسي، ولهذا توجه ابن قبيلة ألبرانس الاصيلة بتازة، جنوب المغرب، ليضع يده في يد مرشح وازن، هو القيادي الصحراوي المعروف حمدي ولد الرشيد، الذي أربك بوضع ترشيحه في آخر المطاف حسابات خصوم شباط.
وفي حال بقي اتباع شباط اوفياء له، سيكون الموتمر المقبل بحق مخاضا عسيرا مارس فيه الاستقلاليون إستقلالية القرار السياسي في الحزب. وإلا ستكون جهة ما هي التي نظمت وقررت وعينت وليس المؤتمرون.